خلال شهر نوفمبر من عام 1979 م تأسست في مدينة قديل المدرسة الصوفية الجيلانية كجمعية محلية ذات طابع ديني وتربوي على يد مؤسسها الشيخ الأستاذ الحاج الجيلالي مناد الذي أطلق عليها بتاريخ ال 16 من شهر أفريل 1998 م هذا الاسم وبعد مرور 3 عقود من الزمن أصبح للمدرسة فروعا بكل من قوية بن ملوكة بلقاسم، أرزيو وأيضا بقرية المحقن التابعة لها، كما أصبح عدد المريدين للطريقة الجيلانية يتزايد من يوم لآخر خاصة في ظل استعانة شيخ الطريقة الصوفية الجيلانية بأساتذة جامعيين متخصصين في علوم الشريعة الإسلامية من أجل أن تكون المدرسة مركز إشعاع تربوي في خدمة المجتمع حسب ما أكد عليه الشيخ مؤسس ذات المدرسة في لقاء خص به جريدة "الوطني". وخلال استضافنا من طرف الشيخ الحاج الجلالي مناد بمقر الزاوية صرح لنا في هذا الإطار بقوله "المدرسة وحتى لا تبقى مجرد هيكل بدون روح تم على مستواها إنجاز وفتح عدد من الأقسام منها قسم لتحفيظ القرآن الكريم وأحكام التجويد، قسم لمحو الأمية خاص بالنساء موزع على ثلاثة مستويات وقسم للتوحيد وآخر للفقه والسيرة النبوية ويشرف علي إلقاء الدروس بهذه الأقسام كل من الأستاذ سي محمد نهار والشيخ الوزاني وكذا الحاج سي عواد كما يرأس اللجنة الثقافية والإعلامية الأستاذ المحامي بوكعبان حسين الذي يعتبر منذ سنوات خلت أحد أعمدة المدرسة بفضل حرصه على تطويرها وإبراز نشاطها ميدانيا وإعلاميا". بالإضافة إلى النشاط الدائم للفروع والأقسام التابعة للمدرسة الصوفية ينظم المشرفون عليها عديد الاحتفالات منها حسب ما أفاد به محدثنا الشيخ الحاج الجيلالي مناد "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كما يتم سنويا إحياء ذكرى وفاة عديد المشايخ من بينهم الشيخ عدة بن تونس وذكرى وفاة الشيخ محمد المهدي بن تونس وسيدي محمد المنصور والشيخ الحاج علي بن الحسن، بالإضافة إلى الشيخين عبد القادر الجيلاني والشيخ العلوي". وتهدف الجمعية المسرية للمدرسة الصوفية من خلال برنامجها الثري والمتنوع إلى تحقيق عدد الأهداف، وفي هذا الإطار يصرح رئيسها الحاج الجيلالي مناد بقوله "نحن نسعى إلى تربية الناشئة من الشباب وفق أسس الثقافة الاسلامية والمبادئ والقيم السامية التي يدعو إليها ديننا الحنيف، كما نقوم بمعالجة المشاكل الاجتماعية وحتى الخصومات التي تقع داخل العائلات على غرار ما تقوم به من دور إيجابي مختلف الزوايا على المستوى الوطني التي تجمع القلوب على محبة الله ورسوله الكريم". وأضاف محدثنا "بالرغم من ذلك لم تتحصل الجمعية منذ اعتمادها سوى على مبلغ 15 مليون سنتيم في الوقت الذي تم من أموال المحسنين وخاصة منهم أتباع الطريقة الصوفية و البالغ عددهم نحو 100 مريد إنجاز وتجهيد المقر الرئيسي للمدرسة ومقرات فروعها الثلاثة بكل من أرزيو، المحقن وبن ملوكة والتي تم تشييدها لتكون مقاما لذكر الله وموطنا للعبادة وفق منهج السلف الصالح". تجدر الإشارة في الختام إلى أن مؤسس المدرسة الصوفية الجيلانية في مدينة قديل من مواليد 02 أفريل 1947 م في بشار، حاز على شهادة عليا في المحاسبة، متقاعد، إطار سابق في سوناطراك واشتغل بأحد فروع ذات المؤسسة كمسؤول لدائرة المالية، التحق منذ سنة 1966 م بالزوايا والطرق الصوفية حيث كان عمره 19 سنة حين التقى بالحاج الشيخ سيدي محمد المهدي بن تونس، كما التقى في العام الموالي بالشيخ علي بن الحسن المتوفى في عام 1979 م وهو من الأوائل في الطريقة العلوية ومن كبار تلامذتها، كما كان شيخا معلما لمحدثنا الحاج الجيلالي مناد المؤسس للطريقة الجيلانية والذي تلقى إضافة إلى ذلك علوم الفقه والحديث على يد الشيخ مولاي المهدي بن عودة إمام الزاوية العلوية في وهران لمدة 10 سنوات ابتداء من عام 1966 م.