تجمهر أمس المئات من شباب بلدية عسلة البعيدة عن مقر الولاية النعامة ب70 كلم، أمام مقر البلدية، احتجاجا على عدم تجديد عقود الإدماج المهني والتأخر في الإفراج عن قوائم السكن الريفي، التي من المفروض أن تلقى النور هذه الأيام، وحسب تصريحات المحتجين، فان القائمة التي تستعد الدائرة للإفراج عنها، قد تحمل أسماء لا تحتاج للسكن بقدر ما تحتاجه الأسر الأخرى التي تعاني من أزمة السكن. وحسب شهادات متطابقة للشباب الغاضب، والذين التقتهم "الوطني" بعد تنقلها إلى عين المكان، أن سبب الاحتجاج هو تنصل رئيس الدائرة من مسؤولياته، وارجاعه سبب التأخر إلى البلدية، وتساءل البعض عن سرّ الإجابة السلبية لرئيس الدائرة، مع العلم أن رئيس لجنة دراسة ملفات السكن هو رئيس الدائرة بحدّ ذاته، كما ذكر الشباب أيضا أن بعض العاملين في إطار عقود الإدماج المهني، قد انتهت مدة تعاقدهم ولم يستفيدوا إلى حد الآن من التجديد، في ظل تفاقم البطالة بالمنطقة، التي يتخبط فيها معظم شبابها، لعدم وجود استثمارات ومؤسسات منتجة، من اجل امتصاص عدد معتبر من البطالين، وطالب الشباب بضرورة إيجاد حلول ناجعة للتكفل بشباب المنطقة الذي حسبهم يوظف فقط في المناسبات الانتخابية، ويتلقى فقط الوعود الكاذبة، هذا وقد وجه الشباب نداء استغاثة للسلطات الوبائية، جراء غياب كافة المرافق الضرورية للتسلية والترفيه، مما أدى حسبهم إلى توجه اغلب شباب المنطقة إلى بعض السلوكات المنحرفة، وللعلم، أن منطقة عسلة تعبر قطبا ومنارة دينية بالمنطقة، واغلب سكانها ينتمون إلى عرش أولاد سيدي احمد المجدوب، الذي يعتبر من اكبر الاعراش على مستوى الولاية، وحسب احد العارفين بالمنطقة، فانه في ظل عدم تدخل شيوخ العرش لحل النزاع، يمكن أن تنزلق الأمور وتتجه إلى أمور لا يحمد عقباها . الاحتجاج تواصل لساعات قبل أن تتدخل شخصيات لها وزنها في الوسط المحلي، على غرار السيناتور ابن المنطقة والمحسوب على الارندي، الذي طالب بتشكيل لجنة من الشباب للتفاوض معها حول مطالبهم، والتي قوبلت بالإيجاب والتفاهم على أغلبية النقاط المطروحة، في حين أبدت السلطات نية حسنة في حل المشكل في الأيام القريبة القادمة . اعتصام شباب عسلة أمام مقر البلدية، حاول البعض استغلاله لمطالب أخرى لا علاقة لها بقائمة السكن وعقود الإدماج المهني، واتصلت الجريدة برئيس البلدية الذي وعد بحل المشكل في اقرب وقت ممكن، وانه تم التوصل إلى اتفاق مع المحتجين.