تتراكم خصومات وزيرة الثقافة خليدة تومي من يوم لآخر، وبعد مسار من النزاع مع زميلها في الطاقم الحكومي وزير الشؤون الدينية والأوقاف غلام الله بوعبد الله بسبب صلاحيات التحضير لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ظهر خلاف آخر بينها وبين بعض ولاة الجمهورية آخره الخلاف الحاد الذي نشب بينها وبين والي ولاية تلمسان، على خلفية تكلفة المشاريع وآجال الإنجازلتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، مما أدى إلى تأخيرها إلى غاية منتصف الربيع القادم، وتواصل مسلسل خرجات خليدة تومي أمام الصحافة والرأي العام هذه المرة، عندما أطلقت النار على والي وهران لعدم حضوره مهزلة مهرجان الفيلم العربي، الذي أجمع كل النقاد على أنه بريكولاج سينمائي، ألحق ضررا بالغا بسمعة الجزائر في تنظيم المهرجانات والملتقيات الدولية والعربية. الوزيرة أبدت رفضها لكل نقد أو انتقادات توجه لقطاعها، وهي التي كانت تحاضر في التسعينيات عن حرية التعبير والنشر وإبداء الرأي، عندما كانت ترفع شعار الثقافة والديموقراطية في حزب سعيد سعدي. لكن وبعد خروجها من دائرة المعارضة، أعدمت شعار الديموقراطية، واحتفظت بوزارة الثقافة، خليدة تومي أطلقت النار على والي وهران، وهددته بالشكوى لوزير الداخلية، وفي نفس الندوة الصحفية، أطلقت خليدة تومي النار على فنانة عربية دون أن تدرك تداعيات هذا الهجوم المجاني، على ضيفة أدت الإرتجالية إلى إنسحابها من لجنة تحكيم المهرجان، النجمة السورية التي تملك شعبية كبيرة في الوسط العربي عموما، والجزائري خصوصا، لن تجد غير الإنصاف من طرف جمهورها، ولو وجدت الترحيب في مهرجان وهران ما تركته وانسحبت غاضبة، الوزيرة وعوضا عن التحفظ مثلما تتطلبه هذه الحالات، أطلقت العنان لخيالها، متهمة الفنانة سوزان نجم الدين بالنرجسية، ولكم أن تتصوروا ردود الفعل في الأواسط الفنية، اتجاه موقف الوزيرة، التي سبق وأن دخلت في نزاعات وخصومات مع فنانين وكتاب وصحفيين، وهي التي شنّت حملة شرسة ضد أبرز مثقفي الجزائر، ممثلا في شخص أمين الزاوي، الذي وجد نفسه خارج أسوار المكتبة الوطنية، لأنه طرح موقفا لم يعجب الوزيرة، ولم تسلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي من خصومات الوزيرة، بعدما أنتقدت صاحبة ذاكرة الجسد، تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وقالت إنها سقطت في الكرنفالية والمناسباتية، وكانت مناسبة لهدر المال العام في نشاطات فارغة، عوض أن تؤسس لحركية ثقافية جديدة، ولم يعجب الكلام الوزيرة، التي دخلت في صراع حاد مع مستغانمي، على خلفية التمويل الضعيف من طرف الوزارة لجائزة مالك حداد، التي تقف من ورائها الكاتبة . وبناء على كل هذا التاريخ الحافل بالنزاعات، ليس بسبب التوجهات الفكرية، بل لأن كل هؤلاء رفضوا السير في موكب سيدة الثقافة الجزائرية، التي جردتها من مفهومهما وحولتها إلى مجرد أوراق إدارية فلكلورية. فمن أين نأتي بوزراء وولاة وكتاب وفنانين وصحفيين على مقاس وزيرة الثقافة؟ إنه إعلان مفتوح على شكل مناقصة وطنية لإختيار نماذج ..أمرك ياسيدتي...