أقدم يوم أمس، ثلاثة شبان على إيذاء أنفسهم، أين قاموا بتقطيع أجزاء من أجسادهم بواسطة شفرات حلاقة وسكاكين، احتجاجا على ظروفهم الاجتماعية، وهذا ببلدية مجانة الكائنة على بعد حوالي 11 كيلومتر شمال ولاية برج بوعريريج، وحسب تصريحاتهم، فان اليأس جراء انعدام فرص التشغيل و الوعود المتكررة للمسؤولين، دفعت بهم إلى الاحتجاج بهذه الطريقة . و قد نقل المصابون على جناح السرعة إلى مستشفى مجانة، لتلقي العلاج، و تدخل بعض العقلاء لتهدئة الأمور، بعد تجمع العشرات من الشباب الغاضبين بساحة المستشفى، وسط حضور أمني مكثف، خوفا من أي انزلاقات، وحسب المعلومات المستقاة من الشبان المصابين، الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و 32 سنة، فإنهم من عديمي الشهادات، حيث لا يتعدى مستواهم التعليمي مرحلة الابتدائي، قاموا بالتوجه إلى رئيس الدائرة، وكذا رئيس البلدية صبيحة يوم أمس، للمطالبة بتوفير مناصب شغل، لكنهم لم يستسيغوا ردود المسؤولين، واصفين إياها بالتقليدية، مؤكدين أن هذه الردود أصبحت شبيهة بالقرص المضغوط الذي يستمعون إليه في كل مرة يطرقون فيها أبواب السلطات، وصرح أحدهم يبلغ من العمر 27 سنة، أنه متزوج، وبقي يعاني من مشكل البطالة رغم طرقه لجميع الأبواب، مشيرا إلى انه أصبح لا يتحمل الوضع، إلى درجة دفع به الأمر إلى إيذاء نفسه بواسطة سكين، رئيس الدائرة أشار إلى أنه حديث التعيين على رأس الدائرة، ولا يمكنه في ظرف 4 أشهر أن يلبي جميع المطالب للمواطنين، داعيا إياهم للصبر، كما تعهد بتطبيق القانون في جميع المجالات، سواء المتعلقة منها بتوزيع السكن، و كذا بمناصب العمل، أما رئيس البلدية، فأكد على استقباله للعشرات من المواطنين يوميا، كما أكد على استقباله للشبان الذين أقدموا على تقطيع أجسادهم، مشيرا إلى أن البلدية لا تتوفر على مناصب شغل خارج المناصب المستحدثة في الشبكة الاجتماعية، و ليس للبلدية أي دخل أو مسؤولية فيما يخص توزيع مناصب العمل و طرق توزيعها، تبقى الإشارة إلى أن بلدية مجانة شهدت قبل يومين، حادثا مأساويا، تمثل في إقدام شاب يبلغ من العمر 25 سنة، على إضرام النار في جسده، و توفي متأثرا بحروقه البليغة، حيث حاول بعض الشبان استغلال الحادث للقيام باحتجاجات في البلدية، و تبرأ والد الضحية من أي أعمال للشغب تحت غطاء الانتقام لإبنه، طالبا من شبان المنطقة الهدوء وعدم الإنسياق وراء دعوات التخريب و الفوضى .