دخلت منذ أسبوع بلدية حاسي مفسوخ في حالة انسداد بسبب تطور مراحل الصراع الداخلي بين ثلاثة منتخبين محليين والمير،هؤلاء اغتنموا فرصة زيارة والي وهران إلى دائرة قديل، أمس، ليطالبوه بفتح تحقيق حول ما أسموه بسوء تسيير شؤون البلدية فضلا عن التماسهم من الوالي اتخاذ الإجراءات اللازمة بعقد دورة طارئة لتثبيت تنحية المير رسميا وهو ما لم يأخذه بعين الاعتبار المسؤول الأول الذي حتى وإن أكد بأنه لن يسمح بتكرار سيناريو عين البية، إلا أنه أعلن بصريح العبارة أن الدولة تحاسب بالأدلة الأميار. صراع المنتخبين المحليين قد يأخذ منعرجات خطيرة وتنقل عدواه إلى المواطنين، سيما وأن أول مشهد صادف نزول الوالي عبد المالك بوضياف إلى بلدية حاسي مفسوخ تميز بالاحتجاجات العارمة لسكان البلدية ممن اختلفت شكاواهم من أزمة سكن إلى البطالة واهتراء الطرقات، والسكن الهش وانعدام الإنارة وتذبذب توزيع المياه، حيث كادت هذه التراكمات أن تتحول إلى اشتباكات مثلما حدث ببلدية قديل لولا تدخل المسؤول التنفيذي الأول، وخلافا للواقع الاجتماعي الذي حاول سكان مفسوخ تعريته فإن منتخبي المجلس الشعبي البلدي لحاسي مفسوخ تفرغوا الطرح الصراع القائم بين أعضاء المجلس الثلاثة المتبقيين من أصل سبعة منتخبين محليين، حيث تقدموا لتذكير والي وهران بعريضة سحب الثقة التي وقعوها ضد رئيس البلدية شهر جانفي الماضي، وتخص هذه العريضة خمسة منتخبين محليين منهم ثلاثة أعضاء أوقفهم الوالي عن مهامهم في 27 يناير الماضي على اعتبار أنهم متابعون قضائيا، علما أن مير حاسي مفسوخ استنادا إلى تقارير رسمية استلمت "الوطني" نسخة منها قام بعد يوم من تقرير الجماعة المناوئة سحب البساط من تحته بإيداع شكوى لدى محكمة قديل تتهم المجموعة بالقذف في حقه، حيث وشى المناوئون ضده بسوء التسيير . هذا ولم تتميز زيارة والي وهران إلى دائرة قديل عن سابقتها، إذ خرج العشرات من المواطنين لإمطاره بمشاكلهم أين استدل الشباب المستفيدون من 105 محل تجاري منذ العامين باستقرار بطالتهم جراء تهاون البلدية والدائرة في العمل على ربط محلات الرئيس الموزعة عبر ثلاث حصص بالماء والكهرباء فيما أضحت معظم الحرف تتطلب هذه الوسائل الضرورية وكل ما في الأمر تقول مصادر "الوطني" أن مؤسسة توزيع الكهرباء قامت بإعداد دراسة قيمتها المالية 30 مليون دينار، ورغم ذلك فإن البلدية تجاهلت دورها في دفع الملف إلى الولاية حتى يتم تمويل المشروع من الجهة التي أنجزت المحلات وهكذا بقيت مشاريع محلات الرئيس رهينة تجاذبات إدارية بين الإدارة ومديرية البناء والتعمير. من جهة أخرى تقربت 17 عائلة تقطن بمسجد قباء تحديدا بحي 111 مسكن للمطالبة بالغاز الطبيعي، هذا الحي امتنعت شركة توزيع الكهرباء عن ربطه بسبب احتلال 17 عائلة المذكورة مواقع إضافية. يذكر أن دائرة قديل ذات 60 ألف ساكن استفادت في إطار البرنامج التنموي البلدي من 36 مليار سنتيم بينها 20 مليارا وجهت لتنمية بلدية قديل، في حين خصص مبلغ ثلاثة ملايير لفائدة بلدية حاسي مفسوخ، ولعل هذا ما جعل المير يدخل بدوره في صراع مع رئيس البلدية بعد أن وصف بأن البلدية استفادت من الفتات ونظرا لحدة المشاكل وتأزم الأوضاع بحاسي مفسوخ تدخل الوالي أمس في لقائه بالمجتمع المدني مصرحا بأنه لن يسمح بتكرار سيناريو بلدية عين البية التي عاشت طيلة السنة الماضية سنة بيضاء تميزت بصراع الأجنحة وسوء تسيير المجلس البلدي .