كشفت مصادر موثوقة ل"الوطني" يوم أمس، عن إشارات رسمية بعدول رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عن الإشراف على الإفتتاح الرسمي والدولي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث كان مقررا أن يشرف على الإفتتاح الرسمي لها يوم 16 أفريل بمناسبة يوم العلم، إلا أن المستجدات الأخيرة ممثلة في الخلافات التي أصبحت تعصف بالتظاهرة، والتحضيرات التي خيبت الآمال، أدت إلى العدول عن القرار، إذا فسر البعض غياب السلطات الولائية، على انه موقف رسمي من التظاهرة، وقالت مصادرنا أن الخلافات تتعمق من يوم لآخر بين السلطات الولائية ووزارة الثقافة، حيث غاب يوم أمس نواب البرلمان بغرفتيه عن ولاية تلمسان البالغ عددهم 15 نائبا وسيناتورا، بمن في ذلك ثلاثة نواب من الثلث الرئاسي بمجلس الأمة رفقة والي الولاية وإطاراتها عن الحفل الإفتتاحي الوطني الذي أشرفت عليه وزيرة الثقافة خليدة تومي رفقة ضيوفها الذين استقدمتهم من العاصمة. وباستثناء رئيس المجلس الشعبي الولائي الذي كلفه والي تلمسان بالحضور، ومدير الثقافة، فان كل الإطارات والمنتخبين غابوا عن مراسيم الحفل الوطني، الذي جاء متواضعا ومخيبا للآمال. كما أن وزير الشؤون الدينية المفترض حضوره حفل الإفتتاح، غاب هو الآخر، وكان واضحا أن الخلافات بدأت تتعمق من يوم لآخر بين وزارة الثقافة والإدارة المحلية، منذ أن رفضت الوزارة إعادة تقييم المشاريع التي عرفت تعثرا في الإنجاز، كما أن وزيرة الثقافة هددت ما وصفته، كل من يهين قطاعها، وفسره البعض على أن التصريح كان رسالة واضحة للسلطات المحلية التي غابت بالتمام والكمال، حيث فضل رئيس بلدية تلمسان الوقوف في تقاطع الطرق بالقرب من ثانوية بن زرجب، ليشرف على أشغال تهيئة المحور الدائري الذي كانت الأشغال جارية فيه. وفي تلك اللحظة كان وفد وزيرة الثقافة بمسجد سيدي بومدين، حيث جلست الوزيرة وسط مرافقاتها، بينما جلس عدد من الفنانين من بينهم المغني حميدو والغفور في ابتهالات دينية، كما جلبت الوزيرة عددا من الصحافيين من العاصمة، بعدما تردد كلام عن قيام بعض المراسلين بمقاطعة التظاهرة، رغم ذلك، فقد وجهت دعوات لكافة المراسلين المحليين، الذين اعتبروا قيام الوزيرة بترحيل ندوتها الصحفية الوطنية إلى العاصمة إهانة لهم. كما لاحظنا غيابا واضحا للمثقفين والشعراء والفنانين عن الحضور، وفي الوقت الذي كانت فيه وزيرة الثقافة تتجه رفقة ضيوفها نحو ضريح سيدي بومدين، كان الفنان الفكاهي المعروف "بزازاة" يلقي على أثير إذاعة تلمسان نكتا من واقع المدينة على المباشر، وهو ما فسره البعض على أنه إجابة واضحة عما يحدث في كواليس التظاهرة، التي عرفت مقاطعة المواطنين من سكان المدينة، وفي هذا السياق يقول احد المواطنين وهو سائق أجرة، أن الوضع الحالي ومشاعر السكان لا ترحب كثيرا بالمزيد من الإحتفالات المبالغ فيها، أما مواطن آخر من سكان العباد وبالقرب من ضريح سيدي بومدين، فقد نادى علينا بمجرد أن عرف أننا من أسرة الصحافة، مشيرا إلى أن تظاهرة كهذه كان يفترض أن تأتي في ظروف أكثر هدوء، وأن تعود على منطقتهم بالخير، لكنهم يشعرون أنهم لا يختلفون عن الهنود الحمر في معرض متاحف الشمع، وعندما طلبنا منه إعادة تصريحه مسجلا واقف على تسجيل تصريحه من جديد.