أطلق المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي اتهامات عشوائية بحق الجزائر والرعايا الجزائريين، الذين كانوا متواجدين في ليبيا قبل ترحيلهم، وبدا تصريح الناطق الرسمي بهذا المجلس عشوائيا، حيث وجه اتهامات أمام الصحفيين للجزائر بمساعدتها لنظام القذافي بعدما أضاف له أحد الواقفين بجانبه كلمة الجزائر، مما يدل على عشوائية التصريح برغم إظاهر بضعة جوازات سفر جزائرية، وهذا في حد ذاته ليس دليلا كافيا لإثبات ما يسمونه تورط جزائري في دعم نظام القذافي. لقد عجز المجلس الانتقالي الليبي في إثبات حالة واحدة مؤكدة، تدل على تورط رسمي موجها سهامه هنا وهناك وبرأي العديد من المراقبين، فان مجرد توجيه اتهام بهذا الحجم إلى دول ما في قضية شائكة بهذا الحجم، هو تعبير عن قصور في الرؤية السياسية في هذا الظرف الحساس الذي يمر به الشعب الليبي، وهو ما ينعكس على قرارات المجلس الانتقالي مستقبلا، حيث لم يحدث أن فتح ثوار في أي مرحلة ما، أبواب الخلافات بشكل مجاني مع جيرانهم دون وجه حق. وقد أثارت الاتهامات الصادرة عن المجلس الإنتقالي حفيظة الجزائريين، وانعكس ذلك من خلال الردود القوية التي سجلوها على مواقع التواصل الإجتماعي في الفايسبوك وتويتر وغيرها من المنتديات الأخرى، فقد أبدى الجزائريون غضبهم واستيائهم من هذه الإتهامات التي غذتها عدة أطراف، وانتشرت بشكل واسع على المواقع الالكترونية التي تعرف مشاركة كبيرة للمغاربة، الذين استغلوا بطريقة بشعة هذه الإتهامات لتوظيفها في ضرب الجزائر وموقفها إتجاه القضايا الإقليمية، ولم يتوقف الإستغلال العشوائي والمقيت لهذه الاتهامات عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى اتهام الصحراويين بالمشاركة في كتائب القذافي الأمنية، في الوقت الذي لم يقم أي طرف من المجلس الانتقالي الليبي، بتقديم دليل واحد على وجود مرتزقة جزائريين أو دعم رسمي جزائري بالطائرات، كما إدعوا، للقذافي. ويرى البعض أن أطرافا غير ليبية بدأت منذ الأيام الأولى في محاولة توظيف الإشاعات لضرب الموقف الجزائري، ومحاولة التشكيك في النوايا الجزائرية، برغم النفي الرسمي لأي مساعدات أو مشاركة جزائرية، والجميع يعرف أن تركيبة المجتمع الجزائري يستحيل معها أن يتوجه شباب جزائري تحت أي قبعة أو ظرف لمقاتلة أبناء شعب آخر، فهذا عمليا من الأمور المستحيلة في الجزائر. من جانب آخر، من المتوقع أن تزداد الضغوط الإعلامية على المجلس الإنتقالي الليبي على مستويات عدة عربية وجزائرية، لسحب لهذه الاتهامات التي من شانها أن تنعكس سلبا على طبيعة العلاقة بين البلدين، وفي الوقت الذي اتهم فيه سيف الإسلام القذافي والقذافي نفسه الجزائريين بإلتحاقهم بالثوار الليبيين خرج أيضا المجلس الليبي الإنتقالي لتوجيه إتهامات للجزائريين، مما يعكس حالة من التخبط التي يعيشها الداخل الليبي، وهو أمر بدا واضحا من خلال التناقض في التصريحات بين هذا الطرف وذاك.