تدخل الحرب التي اندلعت بين كتائب العقيد معمر القذافي وبين المعارضة الليبية شهرها الثاني مع نهاية الأسبوع القادم وسط تزايد للمخاوف الأمنية من قبل جيرانها في المنطقة، خصوصا الموقف الجزائري الذي يزداد قوة من يوم لآخر على ضوء التقارير الأمنية والإعلامية التي أجمعت على بداية ظهور بؤرة أمنية تهدد شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط. أكدت الدلائل الأولى التي أظهرتها للمراقبة الأمنية للجزائر على حدودها مع ليبيا أن مخاطر وتداعيات الصراع الحاصل في ليبيا لن تتوقف عند حدوده الداخلية المتمثلة في الهزة الأمنية وتفكك بنيته السياسية والاجتماعية والاقتصادية فقط وإنما قفزت تلك التداعيات إلى ما وراء الحدود الليبية، وتحديدا مع الجزائر أين رصدت السلطات الجزائرية تحركات يشتبه في كونها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، هذا التنظيم الدموي الذي بدأ يستثمر في التدخل العسكري للناتو جويا لصالح أطروحاته وخطابه التحريضي بغرض كسب المزيد من الأنصار لقاعدته التي أصابها الوهن نتيجة الضربات المتتالية التي لحقت به من طرف مصالح الأمن في شمال البلاد ووسطها على وجه التحديد. المخاوف الجزائرية أكدت صحتها سياسية التراجع والتحفظ التي أبدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في الآونة الأخيرة ، فقد كشف موقع "دبكة" الإستخبارتي في الثالث من الشهر الجاري عن قياد الولاياتالمتحدةالأمريكية مع مطلع نفس الشهر بالسحب الكامل لقواتها الجوية والبحرية من المشاركة ضمن التحالف الدولي لتنفيذ القرار الأممي رقم 1973 القاضي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا وحماية المدنيين، قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يتم الإعلان عنه إلا يوم أمس الأول بشكل رسمي أي بعد انسحاب الكامل للقوات الأمريكية ، لكنه تزامن مع خبر سري سربته مصادر أمريكية من البنتاغون لموقع "دبكا" يؤكد قيام جهات ليبية من الثوار ببيع حزب الله وحماس لعبوات تستعمل بغاز الخردل وغاز الأعصاب مع بيع كمية من هذا الغاز للحزبين وقال الموقع الإسرائيلي أن ضابطا من الحرس الثوري الإيراني يتواجد في السودان يشرف على تأمين عملية نقل الغاز من ليبيا إلى السودان ، و إذا كان هذا الجانب يخيف الولاياتالمتحدةالأمريكية فان ما يخيف الجزائر ودول منطقة الساحل هو المعلومات التي تسربت بشأن حصول تنظيم القاعدة على شحنة من الأسلحة حسبما نقلته وكالة رويترز نقلا عن مصادر جزائرية وهو ما يعزز الموقف الجزائري من خطورة الوضع وإنعكاساته الأمنية الخطيرة على استقرار منطقة الساحل الإفريقي بل أن الوضع غير المستقر في ليبيا يعزز تواجد الجماعات الإرهابية وتحديدا تنظيم درودكال الإرهابي الذي يبحث عن منطقة حرب جديدة لتعويض الخسائر التي لحقت به خاصة صورته أمام الراي العام في الجزائر حيث الإجماع على أنه تنظيم إرهابي محض .