أعلنت الولاياتالمتحدة نهار أمس، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأعلنت مصادر صحفية دفن جثته في البحر، بينما احتفل الأميركيون بالإعلان، وسط تكشف المزيد من المعلومات عن ظروف مقتل بن لادن بعد مطاردة دامت عشرة أعوام. وكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما في ساعة مبكرة من صباح أمس بتوقيت غرينتش، عن مقتل المطلوب الأول لبلاده في بيان مقتضب. وقال إن وحدة أميركية صغيرة هاجمت "بشجاعة وكفاءة غير عاديتين" مجمعا سكنيا في منطقة أبت آباد بباكستان بالتعاون مع مخابراتها. وامتدح هذا البلد المسلم لتعاونه في مكافحة ما يسمى الإرهاب، قائلا إنه اتصل برئيسها آصف زرداري بعد العملية. وأكد أوباما أن بن لادن قتل بعد تبادل لإطلاق النار وتم التحفظ على جثته، مؤكدا أن العدالة تحققت بمقتله. وشدد الرئيس الأميركي، على أن الولاياتالمتحدة لم تكن في حرب ضد الإسلام، ولكن ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة، وأن بلاده لم ولن تكون ضد الإسلام، وأن زعيم القاعدة لم يكن قائدا إسلاميا "بل إنه قتل كثيرا من المسلمين في بلاده". وكشفت محطة "سي.أن.أن" استنادا لأعضاء في الكونغرس قابلوا أوباما أن بن لادن قتل برصاصة في الرأس، بينما أشار مسؤول أميركي إلى أن ثلاثة أشخاص قتلوا مع زعيم القاعدة بينهم أحد أبنائه البالغين وسيدة "استخدموها درعا بشريا". وأتى مقتل بن لادن قبيل أشهر من إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة واعتبرت أكبر هجوم تتعرض له الولاياتالمتحدة منذ دمرت اليابان جزءا من الأسطول الأميركي في بيرل هاربر عام 1941. وكانت عملية تعقب بن لادن قد بدأت بعد مقتل نحو ثلاثة آلاف أميركي في تلك الهجمات بشن حملة عسكرية في نوفمبر من العام ذاته على أفغانستان، التي كانت تحت حكم طالبان المتحالفة مع القاعدة والمستضيفة لزعيمها. وقالت وكالات إعلامية، إن بن لادن قتل في هجوم على إبت آباد (60 كلم شمال غربي إسلام آباد) نفذته مروحيات عسكرية يرجح قدومها من أفغانستان. وقال سكان في إبت آباد إن العملية بدأت بعد منتصف الليل مباشرة عندما حاولت ثلاث مروحيات الهبوط في ضاحية بلال تاون على بعد كيلومتر واحد من الأكاديمية العسكرية. وقال غلام رسول -وهو حارس أمن في سوق محلية شاهد مسرح العملية من مسافة- "في البداية سمعت أصوات طلقات أسلحة صغيرة، ثم رأيت مروحية اشتعلت فيها النيران وتحطمت في منطقة سكنية". وأضاف "كانت هناك مروحيتان أيضا تحلقان في الجو". وأكدت مصادر أميركية سقوط إحدى المروحيات المشاركة في الهجوم "جراء خلل ميكانيكي" وإنقاذ طاقمها. وحول مصير جثة بن لادن قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس إنها نقلت إلى أفغانستان بعد قتله ودفنت في وقت لاحق في البحر، مع العلم أن مسؤولين أميركيين قالوا فور إعلان مقتله إنهم سيتعاملون مع الجثة "وفق التقاليد الإسلامية". ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول قوله إن قرار الدفن في البحر يرجع إلى صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان. ونقلت شبكة سي.بي.أس عن مسؤولين أميركيين أن السعودية رفضت استلام رفات بن لادن الذي كان يحمل جنسيتها وسحبت منه عام 1994. كما نقلت شبكة أي.بي.سي عن مسؤولين أميركيين، إنه تم دفن الجثة في البحر لأن آخر ما يريده الأميركيون مكان دفن يتحول إلى "مزار للإرهابيين". وفي تعليقه على مقتل بن لادن، قال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي وقعت هجمات 11 سبتمبر في عهده، إنه هنأ الرئيس أوباما "والرجال والنساء الذين غامروا بحياتهم لتنفيذ تلك المهمة". واعتبر أن تلك اللحظة انتصار لأميركا وللناس الباحثين عن السلام في العالم ولأولئك الذين فقدوا حياتهم في الهجمات على الولاياتالمتحدة. ومضى بوش قائلا إن الكفاح ضد ما وصفه بالإرهاب يتواصل، وإن "أميركا أرسلت رسالة هذه الليلة بأن العدالة ستتحقق مهما طال الزمن". شعبيا قوبل نبأ مقتل بن لادن بفرح حيث تجمع المئات أمام البيت الأبيض وهم ينشدون "أميركا أميركا" ويرفعون لافتات تمجد قتل بن لادن ويلوحون بالأعلام الأميركية. وفي غراوند زيرو بنيويورك حيث وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001 انطلق آلاف من سكان المدينة مرددين الهتافات والأناشيد احتفالا بمقتل بن لادن. بدورها رحبت منظمة "كير" -التي تعد أكبر لوبي إسلامي في أميركا- وقالت في بيان إنها "تشارك مواطنيها"بالترحيب بإعلان أن أسامة بن لادن تعرض للتصفية نظرا لأنه كان يمثل تهديدا لأمتنا وللعالم عبر الهجمات التي نفذها ضد العسكريين الأميركيين". ويرجح المراقبون أن يعطي مقتل بن لادن دفعا لحملة الرئيس أوباما للترشح لولاية رئاسية ثانية عام 2012.