وقعت منظمتا فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية اتفاقا أمس في القاهرة، برعاية مصرية، لتحقيق المصالحة بين الفصيلين الفلسطينييّن الرئيسيين، حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخالد مشعل زعيم حركة حماس. وقال عباس في كلمة القاها خلال مراسم التوقيع، في مقر الجامعة العربية، ان على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاختيار بين الاستمرار في الاستيطان او السلام. وكان عباس قد وصل الثلاثاء إلى القاهرة لحضور حفل التوقيع بمشاركة مدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وسيجري العمل بموجب الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة من شخصيات مستقلة، تشرف على الإعداد لإنتخابات جديدة. وكان قد تم التوقيع الثلاثاء في أحد فنادق القاهرة على الصيغة النهائية التي أقرها ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا إضافة إلى شخصيات أخرى مستقلة ووكيل جهاز المخابرات المصرية. وذكرت مصادر أن حضور تلك الفصائل هو بمثابة مباركة للاتفاق الذي من شأنه أن ينهي سنوات من العداء المستحكم بين الحركتين ، والذي وصل إلى إراقة الدماء في بعض مراحله. وقال بلال قاسم أمين سر المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية إن التوقيع قد تم من جانب كافة الفصائل الحاضرة في الاجتماع كما عبر كل وفد عن ملاحظاته على نقاط وثيقة المصالحة ، ولكن تم الاتفاق على دراسة تلك الملاحظات والأخذ بها عن تطبيق الاتفاق. وقالت المصادر إن اجتماع التوقيع رأسه خالد مشعل عن حركة حماس وعزام الأحمد عن حركة فتح ولم يشهد مناقشة أي تفاصيل. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي في حركة حماس إنه تم التوقيع على ورقة المصالحة الفسطينية و ورقة التفاهمات وتم مناقشتها وابداء الملاحظات عليها من الفصائل والمستقلين. وبدوره قال محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الذي اكد على توقيع حركته على الوثيقة ان الجهاد الاسلامي تتمنى ان يترجم الاتفاق الى مصالحة حقيقة تجنب الشعب الفلسطيني ماساة اخرى بالانقسام.وكانت الجهاد الاسلامي اعلنت انها لن تشارك في الحكومة المنبثقة عن هذا الاتفاق. ومن جانبه قال ماهر الطاهر رئيس وفد الجبهة الشعبية ان حركته اكدت على ضرورة وجود رؤية سياسة موحدة وان لا يتم العودة الى المفاوضات بل اللجوء الى الشرعية الدولية والقانون الدولي والامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وكانت حركتا فتح وحماس قد أعلنتا من قبل أنهما تمكنتا من حل خلافاتهما العميقة مما يفتح الطريق اتفاق مصالحة بينهما وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإجراء انتخابات في الضفة وقطاع غزة. وأوضح طاهر النونو المتحدث باسم حركة حماس أن الاتفاق الذي جاء مفاجئة للجميع قد تم إبرامه في مصر عقب سلسلة من الاجتماعات السرية.وقال النونو وقع الطرفان بالأحرف الأولى على الاتفاق ، وأمكن التغلب على كل نقاط الخلاف. واعتبر رئيس السلطة محمود عباس -في كلمته- توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة طيا لصفحة الانقسام السوداء مشددا على ضرورة العمل سريعا على استعادة وحدة الشعب والمؤسسات. ودعا عباس في الكلمة التي ألقيت خلال احتفال بمقر المخابرات المصرية بالقاهرة، إسرائيل، إلى الاختيار بين السلام والاستيطان.وقال أيضا إن إسرائيل كانت تتذرع بالخلافات الفلسطينية كي تتهرب من السلام، وشدد على أن العودة إلى المفاوضات معها مشروطة بالالتزام بالاتفاقات السابقة ووقف الاستيطان. يُشار إلى أن بين أبرز الحاضرين كان نائب رئيس الحكومة المصري يحيى الجمل وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ووزيري خارجية تركيا أحمد داود أوغلو ومصر نبيل العربي ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود. وفي مستهل كلمته، قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل نحمد الله الذي أكرمنا بالوصول إلى هذه اللحظة: المصالحة الوطنية. وشدد على أن صفحة الانقسام السوداء باتت تحت أقدامنا وخلف ظهرنا مؤكدا الاستعداد لدفع أي ثمن من أجل المصالحة والتفرغ للمعركة مع إسرائيل. وقال كذلك إن حماس تريد دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدا تأييد الحركة العمل على كل الجبهات بما فيها السياسية. وختم مشعل حديثه بشكر القيادة والشعب المصريين، وكل من ساهم في تحقيق المصالحة الفلسطينية من الجهات العربية والإسلامية. وقال مراسل الجزيرة بالقاهرة إن عباس ومشعل يعقدان اجتماعا بعد التوقيع لمتابعة سبل تنفيذ الاتفاق