في الوقت الذي تتواصل فيه امتحانات مادة التربية البدنية، والرسم، والموسيقى المقررة في امتحانات شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، انفجر غضب مستخدمي القطاع التربوي على التصنيفات المجحفة لمختلف فئات القطاع، ومن غير المستبعد أن تؤثر القرارات المتخذة من قبل التنسيقيات والنقابات المستقلة على سير الامتحانات، حيث هددت تنسيقية مدراء التعليم الثانوي بمقاطعة امتحان البكالوريا، وانضوت تنسيقية نُظار التعليم الثانوي بوهران تحت لواء الإيانباف، وطالب أعضاؤها خلافا لنظرائهم في الولايات المجاورة بتصنيفهم في الرتبة 17، وخرج عمال التربية والتكوين "الإيانباف" في الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني المنعقدة أشغالها أول أمس بالعاصمة، بقرار الإضراب، بعد وضع إشعار بذلك الأسبوع المقبل، كما قررت التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين المنضوية تحت لواء "الأسانتيو" الاحتجاج كل يوم الثلاثاء أمام مديريات التربية. الضجة التي أحدثتها مؤخرا النقابات المستقلة، وميلاد تنسيقيات بقطاع التربية، لم يسبق للحقل التربوي أن شهدها، سيما وأن الفاصل الزمني للامتحانات المصيرية كشهادات التعليم الثانوي، والمتوسط، والابتدائي دخل عده التنازلي، وفيما طالب بعض أولياء التلاميذ فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ بالتدخل من أجل إيقاف نزيف الاحتجاجات والإضرابات بالقطاع، بإحالة المضربين والمحتجين على العدالة، وهذا نظرا لتأثير الأخيرة على سير الامتحانات المقررة، فإن النقابات المستقلة باستثناء النقابة الوطنية للتعليم الثانوي والتقني حسب مصادر الوطني، تكاد تتكتل للضغط على الوزارة للتراجع عن التصنيفات والترقيات "المجحفة" التي قررتها في القانون الأساسي الجديد. وعلمت الوطني من مصادر مقربة من تنسيقية نظار التعليم الثانوي بوهران أن 30 ناظرا حرر نفسه من الانتماء لنقابة الإتحاد العام للعمال الجزائريين، وانضووا تحت لواء النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين "الإيانباف"، حيث عقدت التنسيقية أمس لقاء بمقر الإتحاد، وقيمت الوضع وخرجت بنفس أفكار نظرائها بالولايات المجاورة، التي انخرطت ضمن نقابة "الأسانتيو"، حيث هددوا بتعليق مهامهم، والتنازل عن مناصبهم كنظار، والنزول إلى رتبة الأستاذ، ولعل نقطة الاختلاف في المطالب، أن نظار ولاية وهران طالبوا بتصنيفهم في الرتبة 17، كما أضاف مدراء التعليم الثانوي إلى مطالبهم في اللقاء الذي جمعهم أمس، تهديدات بمقاطعة امتحان البكالوريا، وأجل المدراء احتجاجهم أمس الثلاثاء، بعد أن أظهر 25 مديرا الاستجابة للاحتجاج، فيما تنوي التنسيقية التوسع في مهمتها لتمس بقية المدراء وعددهم حوالي 60 مديرا. وتجمع أمس المساعدون التربويون أمام مقر مديرية التربية بوهران للاحتجاج، حيث ندد المساعدون بسوء صياغة القانون الأساسي للتربية، والذي لم ينصفهم في عملية التصنيف، بما أنهم طالبوا بالتصنيف ال10 ولم يفوزوا به، فضلا عن المطالبة بفتح باب ترقيتهم، وعبر المحتجون في بيان لتنسيقية المساعدين التربويين تحت عنوان العودة إلى تصعيد الحركات الإحتجاجية -استلمت الوطني نسخة منه- عن استيائهم لغياب الإرادة الحقيقية لوزارة التربية في تصحيح المسار المهني للمساعدين التربويين، رغم نداءاتهم ومراسلاتهم، وغياب التوازن بين الأسلاك والرتب وترسيخ سياسة السيد والعبد داخل الأسرة التربوية، لاسيما، وهو الأهم، التغييب المتعمد لمقترحات التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين، كإدماجهم في الرتبة العاشرة، وتكوين الملتحقين الجدد، وتحميل الوصاية عدم تنفيذ ما تضمنته مسودة الوثيقة رقم 05، بإدماج المساعد التربوي في الرتبة 10 كمساعد تربوي رئيسي.