تمخض الجبل فولد فأرا، هو المثل الدقيق الذي يمكنه أن يصف اجتماع مجلس إدارة مولودية وهران أول أمس بفندق الشيراطون، فبعد أسابيع وأيام من الانتظار والشد والجذب، لم يتوصل المجتمعون إلى أي حل يذكر، بل زادوا الطين بلة ووضعوا عميد أندية الغرب أمام مستقبل غامض ومجهول. الاجتماع الذي شهد حضور معظم الأعضاء، واستمر لغاية الساعة العاشرة من ليلة أول أمس، أفضى في الأخير إلى تقديم رئيس الشركة الحالي يوسف جباري استقالته رسميا من منصبه، فاسحا المجال للراغبين في الحلول مكانه، وأوعز جباري ذلك ليأسه من استقامة حال المولودية نظرا لعدم وجود نية خالصة من طرف معظم الأعضاء للتعاون والتفاهم على بناء فريق قوي، يعيد هيبة المولودية إلى سابق عهدها، ووضع الرئيس المستقيل المجتمعين أمام عدة شروط أولها أن يصبح النادي الهاوي الذي يمثله هو في الشركة صاحب أغلبية الأسهم، مشيرا إلى أنه وفي حال حصول ذلك فإنه مستعد للاستثمار بالملايير دون أي تردد يذكر، أما الخيار الآخر فيقضي بدفع كل عضو في مجلس الإدارة مبلغا قدره أربعة ملايير سنتيم من أجل تخليص النادي من الديون الكبيرة التي يتخبط فيها، وكذا انتداب لاعبين كبار، إلا أن الاقتراح الأخير لجباري قوبل بالرفض، لعدم مقدرة معظم الأعضاء على توفير هذا المبلغ. وبعدما وضع جباري أعضاء مجلس الإدارة أمام الأمر الواقع، حين قدم استقالته تم عرض منصب الرئاسة على صاحب مركب مزغنة بابا، إلا أن هذا الأخير وعلى خلاف تصريحاته السابقة بدا في قمة التردد، وعبر عن رفضه تولي أمور ناد مفلس لا يملك أي شيء، ويتخبط في ديون قدرها 12 مليار سنتيم، بعدما أعلن جباري في وقت سابق عن 8 ملايير فقط، إلا أن عملية تدقيق الحسابات من طرف مسؤول حسابات النادي، جعل المبلغ يقفز بأربعة ملايير إضافية، وقال بابا بأنه غير مستعد لتحمل كل المبلغ لوحده، ويفضل أن يبقى بعيدا عن الأمر على حد تعبيره. محياوي حضر للاجتماع ولم يقبل بالعودة وكان من بين الحاضرين في الاجتماع الرئيس السابق للمولودية الطيب محياوي، وهذا بالنيابة عن ابن أخته الذي يعد احد أعضاء مجلس الإدارة، وفي ظل احتدام النقاش والخلافات طلب البعض من محياوي العودة للرئاسة، وانتشال النادي من الوضعية التي يعيشها، بيد أن السيناتور رفض ذلك جملة وتفصيلا، مشيرا إلى أن وضعه الصحي لا يسمح له بذلك، ويفضل أن يبقى بعيدا عن ضغوط كرة القدم. بابا يؤكد معارضته العمل مع جباري ومن بين الأسباب التي جعلت بابا مترددا بخصوص رئاسته للنادي، بالإضافة إلى الديون هو رفضه العمل مع يوسف جباري مثلما كشف من خلال تصريحاته، التي قال فيها بأن الاختلافات بينه وبين جباري كبيرة في وجهات النظر وطريقة تسيير الفريق، ما يجعل أمر العمل معه مستبعدا للغاية، ومن بين النقاط المختلف حولها هي قضية الطاقم الفني، ففي الوقت الذي يصر جباري على إبقاء السويسري راوول سافوا كمدرب للنادي، فإن بابا يرى غير ذلك ويطالب بعودة المدرب السابق الطاهر شريف الوزاني. سيلتقيان الجمعة المقبلة لإيجاد حل والوقت يضيع من الحمراوة ويبدو أن حلقات هذا المسلسل لن تنتهي قريبا، إذ أن أخبارا متجددة تتحدث عن وجود لقاء ثنائي بين بابا وجباري الجمعة المقبلة، مباشرة بعد عودة هذا الأخير من سفرية أخرى إلى اسبانيا بداية من اليوم وتستمر لغاية الخميس، وهذا بغرض تقريب وجهات النظر وإيجاد حل يرضي الطرفين حتى يعملا معا على وضع مولودية وهران على مضمار الانطلاق نحو بناء مجموعة قوية، بإمكانها إسعاد الأنصار بالألقاب والانجازات، بيد أن الملاحظ هو أن الوضع في غاية التعقيد والخاسر الأكبر هي المولودية، لأن الوقت الثمين يضيع والأندية الباحثة عن لعب الأدوار الأولى شرعت في العمل والاستقدامات منذ عدة أسابيع. سوق الانتقالات ستفرغ من اللاعبين الجيدين هذه الصورة السوداء عن مولودية وهران ستكون لها تبعات كبيرة في القريب العاجل، لأن النادي مثلما يرى المتتبعون سيستمر في اللعب على تفادي السقوط لا غير، لأن الوقت يمر سريعا وسوق انتقالات اللاعبين قد بدأت تفرغ من اللاعبين المميزين والجيدين، في ظل دخول الأندية الكبيرة معترك الصفقات مبكرا على غرار شبيبة القبائل، وفاق سطيف، اتحاد الجزائر، شباب بلوزداد والبقية، وإذا لم تتحرك إدارة الحمراوة سريعا فلن تجد أي لاعب، وحينها سيضطر المسيرون إلى البحث عن أسماء ضعيفة مثلما حدث الموسم المنصرم، إذ أن اللاعبين الذين ربط بهم مناجير النادي حدو مولاي أو حتى بابا على غرار سوقار، غربي، مسعود والبقية لن ينتظروا كثيرا، بالنظر إلى العروض المغرية الموجودة بين أيديهم. الديجياس تستدعي جباري لمناقشة الأوضاع وما يؤكد بأن السلطات المحلية بوهران قلقة إزاء ما يحدث داخل البيت الحمراوي، فقد قامت ديجياس وهران باستدعاء رئيس المولودية المستقيل يوسف جباري، وهذا من أجل الاطلاع على ما يحدث بالضبط داخل النادي، وكذا إبلاغه استياء الوالي من استمرار النزاعات والتكتلات، ويكون هذا الاجتماع قد عقد يوم أمس حسب ما علمناه، وسيوجه جباري من خلاله الاتهامات لأعضاء مجلس الإدارة بالتسبب في الوضع الحالي نتيجة تهربهم من مسؤولياتهم كمسيرين. المولودية أصبحت تتذلل وتستجدي عطف الرافضين لها ومن خلال كل ما سبق ذكره، يتضح للجميع الحال المزري الذي وصل إليه عميد أندية الغرب، الذي يحتفظ بتاريخ حافل بالألقاب والانجازات المحلية والقارية، كما لعب له العديد من الأسماء الكروية الكبيرة، إلا أن المولودية أضحت اليوم تستجدي عطف الرافضين لها، وكأنها جثة متعفنة لا يرغب أي أحد الاقتراب منها، في وقت كان منصب رئاسة مولودية وهران بمثابة شرف وحلم لأي شخص، لتصبح بين ليلة وضحاها ناديا منبوذا حتى من طرف أبنائه، الذين أكلوا وشربوا وبنوا مستقبلهم ومستقبل أبنائهم من خير هذا النادي العريق. داغولو يتلقى عرضا من الوداد البيضاوي المغربي وأمام حالة الانسداد الحاصلة، فإن مطامع الأندية داخل الوطن أو خارجه لن تتوقف، حيث أكدت مصادرنا وصول عرض من الوداد البيضاوي المغربي لمهاجم إفريقيا الوسطى ادو داغولو، وهو أحد نجوم الحمراوة من أجل الانضمام إلى صفوفه الموسم المقبل، وتسود حالة من القلق لدى الجماهير مخافة ضياع هذا اللاعب المتألق، مثلما حدث مع يوسف بلايلي الذي سيوقع اليوم رسميا ولمدة موسمين مع الترجي التونسي مقابل 6 ملايير سنتيم. وما يبعث المزيد من المخاوف هو أن مناجير داغولو مغربي، وقد يؤثر بشكل كبير على وجهة هذا اللاعب الذي هدد في وقت سابق بالرحيل، إذا لم يتحصل على مستحقاته المادية المتأخرة، وهي عبارة عن رواتب 3 أشهر، إذ أن قانون الاتحاد الدولي يسمح لأي لاعب محترف أن يطلب فسخ عقده من اتحادية كرة القدم في البلد الذي يلعب فيه، إذا لم يحصل على أجوره الشهرية لمدة تجاوز 3 أشهر وهو نفس الحال بالنسبة لداغولو.