فصلت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران في قضية القتل العمدي التي راح ضحيتها شاب في العشرين عاما من العمر ، والذي أزهقت روحه عمدا من طرف شقيقين مزقوا جسده بطعنات متتالية بواسطة أسلحة بيضاء. و نطقت أمس جنايات وهران بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد شقيقين تمت إحالتهما من طرف النيابة العامة، لارتكابهما جناية القتل العمدي بعدما التمس ممثل الحق العام في حقهما عقوبة أقصى العقوبة المقررة قانونا. يؤخذ بملف القضية أنه بتاريخ 21 أوت 2011 و تزامنا مع شهر رمضان تلقت مصالح الأمن الحضري 23 ، إخطارا من عونها الملتحق بقسم الاستعجالات الطبية بمستشفى وهران الجامعي، بإلتحاق الشاب الضحية الذي تعرض لعدة جروح بليغة وحادة بواسطة السلاح الأبيض من طرق شقيقين بذات المصلحة ، الأمر الذي أدى إلى توقيفهما وإحالتهما على مقر الأمن أين اعترفا بالجرم المنسوب إليهما أمام رجال الضبطية القضائية، لكنهما تراجعا أمام قاضي التحقيق وأثناء محاكمتهما أمس بجنايات وهران. إذ تواطئا لتخفيف الجرم عنهما بتأليف سيناريو آخر حبكاه ضد الضحية ، وذلك لتملصهما من المتابعة القضائية. إذ صرح المتهم "ز.إسماعيل" أنه يوم ارتكاب الوقائع لم يكن حاضرا بمسرح الجريمة، وأن ما ورد ضده من تصريحات من طرف الجيران كان باطلا . أما شقيقه "ز.قاسم" فقد أدلى أثناء محاكمته أمس بأنه يوم الوقائع كان بمسكن والديه حتى سمع الضحية يشتم ويسب بعبارات نابية أشخاصا لا يعرفهم، وخرج من مسكنه ونهى الضحية عن الكلام الفاحش الذي كان يتفوّه به ضد أشخاص مجهولين . إذ تفاجأ بالضحية يشهر سلاحه الأبيض من نوع "بوشيا" بوجهه وطعنه به على مستوى الظهر حتى سقط من يده وحمله وراح دون قصد يوجه له طعنة لم يتمكن من تحديدها كونه كان مصدوما إثر مشاهدته لسقوط الضحية أرضا وهو يسبح في بركة من الدماء. و تضاربت تصريحات الشقيقين و هو ما اعتبر ت قرينة قوية أثبتت تورطهما في إزهاق روح الضحية. حيث صرحا أمام الشرطة أنهما قتلا الضحية ولم تكن لهما نية ارتكاب الجرم المنسوب إليهما ، وإنما كانا بصدد الدفاع عن نفسيهما جراء إشهار الضحية بوشيا في وجههما خاصة بعد تعرض أحدهما لاعتداء من طرف الضحية بواسطة السلاح الأبيض. عند استجواب الضحية قبل وفاته أكد أن يوم الوقائع و بعد صلاة العصر دخل شقيقه إلى البيت فطلبت منه والدته أن يشتري زجاجة مشروبات، و عند عودته اعترض سبيله المتهمان اللذان كانا محملين بالأسلحة البيضاء ، محاولين الاعتداء عليه بسبب خلافات سابقة دارت بينهما . فتجنبهما و قام بالاختباء وراء إحدى السيارات التي كانت مركونة بحي تيريقو ثم ذهب إلى البيت وبعدها عاود الخروج حاملا قضيبا حديديا من أجل الدفاع عن نفسه في حالة ما تعرض لاعتداء من قبل المتهمين اللذين كانا في انتظاره بالخارج رفقة أخويهما الآخرين ، فلحقه أخوه الذي بقي على قيد الحياة ، و هناك دارت اشتباكات كلامية بينهما ، تطورت إلى حدّ تهجم الأشقاء الأربعة على الضحيتين ضربا بالأرجل و اللكمات ، و هناك قام الجانيان بطعن (ع-ع) الضحية الذي فارق الحياة بعدة طعنات على مستوى كامل أنحاء الجسم حسب التقرير الطبي لتشريح الجثة بالإضافة إلى الكدمات و الجروح البليغة التي أصيب بها الشقيق الآخر. بعد ذلك قام سكان الحي بالتدخل و تحويل الضحية إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي أين أدلى بإفادته لمصالح الأمن و فارق الحياة مباشرة بعد ذلك. هذا وقد استمع قاضي التحقيق إلى إفادة 4 شهود صرحوا خلال مختلف مراحل التحقيق و كذا خلال جلسة المحاكمة أمس بأن الجانيين هما المسؤولين عن الجريمة و أنهما معتادا الإجرام و يحتسيان الخمر و يتناولان الأقراص المهلوسة كما يحاولان بسط سلطتهما على سكان الحي بالتهجم عليهم و تهديد كل من يحاول التفوه بكلمة بالقتل . النيابة العامة عند مرافعتها استنكرت الأفعال و طالبت بمعاقبة الجانيين حتى يكونا عبرة لمن يعتبر، خاصة بعد مراجعة صحيفة سوابقهما القضائية و كذا البحث الاجتماعي الذي جاء ضدهما مع العلم أن أحدهما متورط في 19 قضية خطيرة و الآخر في 9 قضايا مختصة بالضرب و الجرح العمديين.