أفاد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن 8 جزائريين تمّ احتجازهم أول أمس بحقل نفطي بالبصرة بالعراق إلى جانب عدد من العمال بشركة نفطية متعددة الجنسيات "شل وشلامبرجر" من طرف مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة "جيش المهدي" الشيعي . وقال أحد العاملين في الشركة أن مسلّحين يقدر عددهم بحوالي 100 شخص، هاجموا بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء على الساعة الواحدة زوالا من يوم أول أمس مقر شركة "شل وشلامبرجر" في البصرة وضربوا الموظفين وحطموا بعض ممتلكات الشركة. وحسب المصدر الذي أورد الخبر فإن أحد المحتجزين تمكن من إجراء إتصال هاتفي مع السلطات الجزائرية، لإبلاغهم بعملية الإحتجاز التي تعرض لها رفقة 7 جزائريين آخرين، وقامت الجماعة الإرهابية حسب المصدر الذي أورد الخبر بقتل رعية إنجليزي، يعمل بنفس القاعدة البترولية التي تعد أحد أهم حقول النفط الرئيسية في العراق. وتمكنت "الوطني" من الاتصال هاتفيا بأحد المحتجزين يدعى قاسمي جمال، الذي أكد لنا أنهم تفاجأوا بهجوم من طرف جماعة جيش المهدي المنتمي ل"الشيعة" على الساعة الواحدة زوالا بتوقيت العراق، وقال المصدر أنهم لا زالوا إلى غاية إعداد هذا الخبر محتجزين في مكتب داخل القاعدة البترولية بمنطقة رميلة النور بالبصرة، ما عدا موظفة جزائرية تم تهريبها خارج الشركة بالتعاون مع إحدى الإطارات من جنسية عراقية. وأشار المصدر إلى إصابة عدد من الموظفين العاملين في الشركة، فيما يحاصر المسلحون عمالا آخرين، وأن المحتجين حطموا المكاتب وضربوا المستشار الأمني الأجنبي ضربا مبرحا أدى لنقله إلى المستشفى لإصابته بجروح خطيرة، منوها إلى أن القوات الأمنية لم تتدخل لمنع المسلحين من مهاجمة الشركة. ومن جهتها قالت الشرطة العراقية إن العشرات من العمال ورجال القبائل الشيعة الغاضبين اجتاحوا الحقل وحطموا المكاتب، بعد أن اتهموا مستشارا أمنيا أجنبيا بإهانة معتقداتهم الدينية. وأكّد المسؤولون النفطيون أن المشكلة بدأت حينما طلب مستشار أمني بريطاني من العمال العراقيين، إنزال علم ورايات تصور شخصية يجلها ويحترمها الشيعة، وقال العمال والمسؤولون إنه حينما رفض العمال إزالة الرايات، ذهب المستشار ليفعل ذلك بنفسه ومزق راية تصور الإمام الحسين، وفي المشادة التي أعقبت ذلك، أخرج المستشار الأمني مسدسه وأطلق عدة طلقات فأصاب عاملا عراقيا بجراح، وجاء عشرات من الناس من قرية قريبة للانضمام إلى العمال في اجتياح معسكر الحفر التابع ل "شل وشلامبرجر". وتواردت أخبار أن شركة "شل وشلامبرجر" أوقفت عملياتها ردا على ذلك، لا في الرميلة فحسب، ولكن أيضا في الحقول الأخرى في محافظة البصرة، وقال مهندس أجنبي يعمل في مشروع "شل وشلامبرجر" في حقل الزبير النفطي في الجنوب "تلقينا أمرا من الإدارة الرئيسية بوقف العمل حتى إشعار آخر." قائمة المحتجزين الجزائريين: جمال قاسمي مهدي العايب حرقة محمد محمد خليل هاشمي عبد المالك عيطوش سهيلة عيشة بن عمارة