عاشت شوارع بلديات الذرعان، البسباس وشبيطة مختار بولاية الطارف أحداثا مأساوية بداية الأسبوع الجاري بفعل خروج عشرات الشباب نهار أول أمس إلى الشارع، أين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين المنطقة الخضراء وولاية سوق أهراس من خلال وضع المتاريس والحجارة، بالإضافة إلى إضرام النيران في العجلات المطاطية، إلى جانب إقدام مجموعة أخرى من السكان وفي نفس اليوم على شل حركة المرور لأكثر من ساعتين من الزمن على مستوى المحور المؤدي إلى ولاية عنابة عبر قرية بوخريس محمد الصالح التابعة إقليميا لبلدية شبيطة مختار. كما تم رشق بوابة المركز الأمني بذات المنطقة، بالحجارة بحيث طالت الأعمال التخريبية كذلك مؤسسة السكة الحديدية عبر الخط الذي يربط مدينة "العناب" بمدينة الطارف. واستنادا إلى أقوال شهود عيان، فقد دخل الشباب الغاضب بطريقته بسبب انعدام فرص الشغل وغياب البرامج التنموية مع انتشار التلوث والآفات الاجتماعية بإحدى أفقر ولايات البلاد الواقعة بأقصى الشمال الشرقي للجزائر، في مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني احتجاجا على الظروف القاسية والأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات دون أن تسلك مشاكلهم طريقها إلى الحل، مما أسفر على توقيف ما لا يقل عن 10 أشخاص، فيما تم تسجيل عشرات الجرحى بجروح متفاوتة. وحسب مصادر محلية، فإن اندلاع حمى الاحتجاجات بعدد من المناطق بولاية الطارف، راجع إلى نفاذ صبر الفئات الشبانية المحرومة من فرص تكوين مستقبلهم على حد تعبير البعض منهم ل"اليوم" وهم الذين فضّلوا الخروج إلى الشارع والتجمهر على شكل مجموعات، مما أدى بهم إلى احتلال مفترق الطرقات في ثلاثة مواقع هامة عبر مداخل الولاية قصد غلقها وشل حركة المرور في سبيل إيصال صوتهم إلى السلطات الوصية من أجل التكفل بانشغالاتهم بعدما ضاقوا ذرعا من سياسة اللامبالاة حول مصيرهم الذي يسير حسبهم نحو المجهول ولا حياة لمن تنادي وكأنهم يقطنون بالمقبرة المنسية على الحدود الجزائرية التونسية.