وصف اقتراحه بالصيام الذكي الذي يعتمد على أساس التوقيت الزمني سعيد سعدي يطالب بتقليص شهر رمضان إلى 13 يوما في الصيف ماذا يقول الإمام مالك وما سيقول وزير الشؤون الدينية في الخرجة السعدية؟
في خرجة غريبة دعا سعيد سعدي الزعيم السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى إلى إعادة النظر في مدة الصيام ، مقترحا تقليص رمضان خلال فصل الصيف إلى 13 يوما فقط.
وبنى الزعيم السابق للأرسيدي اقتراحه الذي سماه ب"الصيام الذكي" ونشره في مدونته الشخصية، على أساس التوقيت الزمني، حيث قال أن 30 يوما من الصيام في الصيف تناسب 420 ساعة، وهو ما يعادل 52 يوما من الصيام في فصل الشتاء، موضحا أنه عوض الصيام شهرا كاملا يمكن للمسلمين الاعتماد على الوحدة الرمضانية التي توازي ثماني ساعات.
وأضاف سعدي أن الصائم يجب أن يراقب 30 وحدة رمضانية، والتي تناسب صيام 13 يوما في الصيف فقط، معتبرا أنه وفقا لهذه الطريقة يمكن للصائم أن يؤدي ما افترض عليه، دون أن يخل بنظام حياته اليومية.
ومن جهتهم استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخرجة الغريبة والفريدة من نوعها لزعيم الارسيدي التي تقوم على أن الإمساك عن الأكل في شهر رمضان مرتبط بعامل الوقت والفصل الزمني، حيث أكد عدد من النشطاء والمعلقين في صفحات الفيسبوك رفضهم للفكرة جملة وتفصيلا، معتبرين إياها دعوة غريبة لا تمت إلى الشرع الإسلامي بصلة، لأن شهر الصيام 29 او 30 يوما، ولا يمكن اختزاله إلى 13 يوما.
وفي السياق ذاته أثار مقترح "الصيام الذكي " حفيظة الأئمة والفقهاء، حيث اعتبر الشيخ شمس الدين إن فكرة زعيم الارسيدي بتقليص شهر رمضان إلى 13 يوما في فصل الصيف "لا رأس له ولا رجل"، مضيفا أنه من الأفضل لو اهتم سعدي بمجال السياسة، على أن يقحم نفسه في ميدان لا يتقنه"، فيما ينتظر الكثير موقف وزير الشؤون الدينية باعتباره المدافع الأول عن الخطوط الحمراء بخصوص الثوابت الدينية، و وأد الفتن خاصة وأن المسألة لا تقف عند حدود الحرية الشخصية بما أنها تتعلق بالخروج عن الملة بالخوض بالزيادة والنقصان في الركن الرابع للإسلام، ثم ما موقف الإمام مالك رحمه الله والمالكية الذين يتشدق بالانتماء لمذهبهم في المزايدة المجانية على دين الشعب من هذه المسألة؟
تجدر الإشارة إلى أن بعض المواطنين بمناطق مختلفة من الوطن قد شهدت خلال العام المنصرم في خطوة سابقة من نوعها انتهاك حرمة رمضان من قبل العشرات من المستجيبين لنداء جمعيات ناشطة باسم حقوق الإنسان وعلى رأسها حركة "الماك"، على غرار ما حدث شهر رمضان الماضي اين نظموا حركة احتجاجية متبوعة بإفطار علني في ساحة 20 ألف شهيد وسط مدينة تيزي وزو، للتنديد بما أسموه بالتضييق الممارس ضد الأشخاص غير الصائمين بالولاية، وملاحقتهم المستمرة من قوات الأمن مع تقديمهم للعدالة.
ونادى المحتجون بضرورة احترام الحريات الشخصية، مشيرين إلى أن الصوم كباقي العبادات تؤدى عن قناعة دون إجبار الفرد عليها، مستنكرين مداهمات قوات الأمن للمقاهي والمطاعم الناشطة في فترة النهار خلال شهر رمضان. غير ان سكان المناطق القريبة من هذا التجمع ردوا على منتهكي حرمة الشهر الكريم بتنظيم مائدة افطار كبيرة للصائمين اين تبرؤوا من مثل هذه التصرفات التي اكدوا انها لا تعكس طبيعة المنطقة التي كانت ولا تزال معقلا حصينا للدين الإسلامي.