تعرّض بحر الأسبوع الجاري سائق شاحنة يعمل لصالح شركة "نفطال" المختصة في نقل وتوزيع وقود السيارات والمواد سريعة الإلتهاب على بعد أمتار من مدخل مؤسسة ميناء عنابة وبالتحديد الطريق المؤدي للمنطقة العمرانية سيبوس المعروف بالوسط العنابي بحي "جوانوا"، إلى اعتداء إجرامي من قبل زمرة من المنحرفين لا يقلّ عددهم عن 15 فردا، بعد قيامهم باعتراض سبيله لإجباره على التوقف مما أشعره بخطورة التشابك معهم خوفا على حياته باعتباره أب لخمسة أطفال، لكنّه في نفس الوقت كاد يدهس أحدهم عند اضطراره لاستعمال السرعة قصد النجاة بجلده. فرضت عصابات الأشرار مؤخرا منطقها عبر عدّة محاور بمدينة العناب خاصة تلك التي تعرف انتشارا واسعا للآفات الإجتماعية، كما هو الحال بحي سيبوس الواقع بالجهة الجنوبية لمقر عاصمة الولاية، حيث أن بعض الشباب من ذوي السوابق العدلية باتوا يحكمون قبضتهم في زرع الرعب داخل نفوس المواطنين من خلال ترأس المجموعات الإجرامية التي تتخّذ من الإجرام وسيلة سهلة لكسب المال عن طريق التعرض للغير وسلب متلكاتهم تحت وطأة التهديد وممارسة العنف، وهو ما أكده ممثلون عن الضحايا عند تنقلهم إلى مكتب جريدة "اليوم" أين أدلوا بتصريحاتهم عن الجحيم الذي يعيشه سائقو الشاحنات بهذا الموقع، وهم المتعاقدون مع شركات وطنية لنقل مواد سائلة وصلبة كالوقود، الحديد والفوسفات مستغربين غياب الأمن على مقربة من إحدى مؤسسات الدولة الممثلة في مؤسسة الميناء، مما جعل الكثير من السائقين يفضلون التنقل إلى الولايات الواقعة بعمق الصحراء على العمل بعنابة، وبالتالي فهم على أتم الاستعداد لتحمّل قساوة الطبيعة عوض التعرض للإعتداءات من طرف منحرفين يحملون الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين لترهيب مستعملي الطريق وإجبارهم على تسليم أغراضهم من أموال وهواتف نقالة. وفي سياق متصل، عبّر أحد السائقين عن تعرّض العديد من الشاحنات إلى عمليات التخريب عن طريق رشقها بالحجارة بعد رفض أصحابها الإمتثال لأوامر التوقف في قارعة الطريق، الذي يظل شاهدا على مصرع شابين تتراوح أعمارهما مابين 20 إلى 35 سنة. وحول هذه النقطة بالذات، فإ هؤلاء العمال المتضررون يوجدون حاليا بين مطرقة التعرض لاعتداء إجرامي وسندان الإصطدام بالحواجز البشرية، فيما هم ملزمون بتوفير قوت عيالهم بالرغم من كون حل هذه المعضلة الذي يكمن في تفكيك العصابات الإجرامية ومتابعتهم قضائيا ليس بالأمر الصعب لكنه يظل رهن تعليمات صناع القرار على المستوى المحلي قصد توفير تغطية أمنية على طول الطريق وكذا بداخل التجمعات السكنية لحي سيبوس، مما يضمن راحة السكان وسلامة السائقين على حد سواء.