أسعار البترول تهوي بعد فشل اجتماع الدوحة توقعات بأن تكون سنة 2016 مؤلمة على الجزائر !!! فشل ممثلو الدول المنتجة للنفط المجتمعين بالعاصمة القطرية الدوحة أول أمس في التوصل إلى اتفاق لتجميد الإنتاج بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق العالمية ودعم الأسعار المتدنية بفعل فائض في العرض ويأتي فشل هذا الاجتماع في الوقت الذي كانت تعول فيه الجزائر أن يكون اللقاء حاسما من خلال التوصل إلى حل توافقي لتجميد الإنتاج سيسمح بتعافي أسعار الخام تدريجيا. لم يتمكن ممثلو دول منتجة للنفط التوصل لاتفاق مساء الأحد في الدوحة لبحث تجميد الإنتاج بغية إرساء الاستقرار في الأسواق العالمية ودعم الأسعار المتدنية بفعل الفائض في العرض، على ما أعلن وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة. وقال الوزير في ختام مشاورات استمرت ست ساعات، أن المسؤولين من نحو 15 دولة، بينها أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أبرزهم الجزائر والسعودية، ودول من خارج المنظمة أبرزها روسيا، بحاجة إلى "المزيد من الوقت" وأضاف أنه لم يتم تحديد أي تاريخ لعقد اجتماع جديد. وكان وزراء مشاركون في المفاوضات أعربوا في وقت سابق عن تأييدهم اقتراحا لتجميد الإنتاج حتى أكتوبر، بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق ودعم الأسعار المتدنية بفعل الفائض في العرض. إلى ذلك تعرضت أسعار النفط لصدمة جديدة ،بعد أن تراجعت بأكثر من خمسة في المائة على خلفية فشل كبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق على تجميد إنتاج النفط ،وأتى هذا الانهيار بعدما اختتم ممثلو 18 دولة من كبار منتجي النفط ، مشاوراتهم في الدوحة لبحث تجميد الإنتاج، دون التوصل إلى اتفاق. وبحسب بيانات أسواق النفط فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت نحو 6 بالمائة في التعاملات المبكرة لنهار أمس قبل أن تتعافى إلى 41.29 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:08 بتوقيت جرينتش لكنها ما زالت منخفضة 4.2 بالمائة عن سعر آخر تسوية. وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 4.63 بالمائة إلى 38.49 دولار للبرميل. إذ خسر برميل غرب تكساس الوسيط، تسليم ماي، دولارين وعشرين سنتا أي 5.45 بالمائة عن سعر إغلاق الجمعة ليبلغ 38.16 دولار، في حين خسر برميل برنت، تسليم جوان، دولارين و23 سنتا أي 5.17 بالمائة ليبلغ 40.87 دولار. وقال وزير النفط الإيراني إن إيران لن تتخلى بأي شكل عن حصتها في الإنتاج، في إشارة إلى مستوى إنتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية، والتي رفعت في جانفي بموجب الاتفاق حول ملفها النووي الذي تم التوصل إليه مع دول مجموعة الست. وذكرت رويترز أن السعودية -أكبر منتج في أوبك- أبلغت الحاضرين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء أوبك في اتفاق التجميد، بما في ذلك إيران التي غابت عن اللقاء. وعلى مايبدو أن دعوة الرياض لضرورة مشاركة جميع أعضاء أوبك يهدف الى ان يكتسب هذا الاجتماع صفة الجدية والالتزام بأي قرار يصدر عنه ، وبالتالي سيسهم في التوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج . ويرى مشاركون في الاجتماع الذي استمر ست ساعات انه خلص إلى أن الدول المشاركة بحاجة إلى "مزيد من الوقت" لإجراء مشاورات، على أن يبحث وضع السوق خلال الاجتماع المقبل لأوبك في جوان المقبل. وجاء الموقف الروسي على لسان وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك الذي أكد أن الباب لم يغلق للتوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج في المستقبل، وتوقع أن تتوازن أسواق النفط تدريجيا حتى دون اتفاق تثبيت الإنتاج. وقالت وكالة بلومبرغ نهاية الأسبوع الماضي أن الدول المصدرة للنفط في العالم فقدت ، نحو 315 مليار دولار من عائدات النفط بسبب انخفاض أسعار "الذهب الأسود"، الذي بدأ في منتصف عام 2014. وأشارت الوكالة، أن الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط من عام 2015، شهدت انخفاضا في احتياطيات النقد الأجنبي بمقدار 54 مليار دولار، وهو أكبر انخفاض فصلي خلال هذه الفترة. في حين حدث أكبر قدر من الخسائر في المملكة العربية السعودية ب 138 مليار دولار منذ بداية انخفاض أسعار النفط العالمية في عام 2014. وفي الربع الرابع من عام 2015 فقدت البلاد حوالي 38 مليارا من عائدات النفط. وتليها روسياوالجزائر، بحسب الوكالة، دون تحديد العدد الدقيق لهذه البلدان. ونقلت الوكالة، عن المحلل النفطي في "ناتيكسيس اس اي" في لندن، ابهيشيك ديشباندي "نحن نتوقع أن سنة 2016 ستكون مؤلمة بالنسبة لمعظم الدول النفطية".