كشفت حفيدة محمد البشير الإبراهيمي، الدكتورة خولة الإبراهيمي - أستاذة بكلية الآداب في تصريح "لليوم" أن جدها البشير الإبراهيمي كان يتميز بروح النكتة ويهتم باللغة وسعى جاهدا لترقيتها وتطويرها، وكان جادا في تعليم أبنائه اللغة العربية وحفظ القرآن حسب ما ترويه لها والدتها أو والدها. وأضافت خولة البشير الإبراهيمي أنها لا تتذكر جيدا جدها البشير الإبراهيمي لأنها كانت طفلة صغيرة: "للأسف لا أتذكر جيدا بعض الأشياء عن جدي وكل ما أتذكره أني عندما أعود من المدرسة في المرحلة الابتدائية طبعا، كان يأخذ عصاه ويضعها في رقبتي ويقول لي ماذا قرأت اليوم في الدرس؟". وفي سياق آخر تمنت خولة البشير الإبراهيمي أن يبادر المجلس الأعلى للغة العربية بتنظيم يوم دراسي حول محمد البشير الإبراهيمي لنفض الغبار عن هذه الشخصية التي وصفتها بالفذة والفريدة من نوعها وبالظاهرة التي لا تتكرر، وذلك لتعريف الخلف بجهوده وما قدمه من خدمات للوطن وللغة العربية التي ستظل من أهم مقومات الهوية التي بواسطتها يمكن التعرف على تراث الأمة عبر أزمنتها، فهي ناقلة - تضيف خولة - للمفاهيم والقيم، ومعبرة عن آمال وطموحات الأجيال، "وإذا كان من الصعب الإلمام بخصال وثراث شخصية من مقام جدي البشير الإبراهيمي طيّب الله ثراه، إذ يكفي أن يذكر اسمه لاستحضار تباشير النهضة والإصلاح في جزائر ما قبل ثورة التحرير و أثناءها وما بعدها، والبشير الإبراهيمي باق بيننا كمعلم ومرجع على مر الأجيال". وبالموازاة، تضيف خولة البشير الابراهيمي أن يوم دراسي واحد غير كاف للإلمام بآثاره، لهذا تأمل أن تأخذ المؤسسات الثقافية المبادرة وتنظيم أيام دراسية أخرى حول الإمام محمد البشير الإبراهيمي، وتتمنى أن تطبع أعماله - التي تأسفت كونها تباع في كل الدول العربية ولا تباع في الجزائر-، وهذا بغية اكتشاف كنوزه والنهل من ينابيعه. وفي الأخير قالت المتحدثة: "مثلما قال جدي في ذكرى وفاة رفيق دربه الإمام عبد الحميد بن باديس: "يموت العظماء، فلا يندثر منهم إلاّ العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، أما معانيهم فتبقى في الأرض قوة تحرك ورابطة تجمع وهذا هو معنى العظمة، وهذا هو معنى كون العظمة خلودا"... فهذه المقولة تنطبق على البشير الإبراهيمي منوّر الأذهان وفارس البيان".