استمرت أمس أحداث الشغب بديار الشمس لليوم الثاني، وعادت المواجهات، حيث استعمل فيها الشباب الغاضب قذائف "المولوتوف " للرد على قنابل الشرطة المسيلة للدموع. وقد عاود الشباب الكرة زوال أمس بعد هدوء نسبي الذي أعقب مظاهرات أبناء حي ديار الشمس التي اندلعت يوم الإثنين المقبل،حيث أقدموا على غلق الطريق المقابل للحي للتدخل قوات مكافحة الشغب التي بقيت مرابطة على مستوى محيط الحي منذ اليوم الأول، وقد حاول عناصر الأمن الصعود إلى الحي لقمع المتظاهرين، غير أن "تجند" شباب الحي حال دون تمكن قوات الأمن من المحافظة على تموقعهم عند المدخل السفلي ل"ديار الشمس". حاول رجال الأمن اقتحام البنايات فقوبلوا بتساقط أثاث المنزل على رؤوسهم من طرف المواطنين الذين ألقوا عليهم "الطابونات" و أدوات المطبخ الثقيلة.. حيث اعتبروا أنفسهم في "حالة دفاع عن شرفهم حيث لم يستسيغوا محاولة دخول عناصر الشرطة للعمارات ". واستمرت المواجهات إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس،أمام إصرار سكان الحي على عدم التراجع متوعدين السلطات ب"تفجير" المنطقة و"خروج كل العائلات للمشاركة في التظاهر ما لم تتخذ إجراءات واضحة لتسكينهم في سكنات لائقة" قبل الفاتح من نوفمبر. وبدأت قوات الأمن التي حاصرت الحي من الأعلى من "ديار السعادة في مخاطبة السكان في حدود الساعة السابعة مساء بمكبرات الصوت، في حين لم يتمكن العديد من سكان الحي الدخول إلى بيوتهم بعد عودتهم من العمل خارج الحي. وحسب ما أكدته أمس ل"اليوم" مصادر محلية متطابقة، فإن أبناء "ديار الشمس" يمهلون السلطات إلى غاية اليوم الأخير من الشهر الجاري لفتح مفاوضات معهم، ويرفضون تشكيل لجنة، لأنهم أصبحوا لا يثقون في اللجان، ويرفضون التفاوض مع رئيس البلدية لأنهم يتهمونه " بعدم الاكتراث لمشاكلهم " ويردد كل من حدثنا أن "المير" في الحصة السابقة للسكنات الاجتماعية وزع السكن على فتيات و نساء مطلقات من الحي لا أطفال لهن في حين ترك المئات من العائلات المستحقة للسكن تتخبط في مشاكلها اليومية ". ويطالبون بمحاورة رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو وزير الداخلية لأن "الوالي أصبح غير مرغوب فيه في الحي مادام لم يكلف نفسه عناء التنقل للموقع و التفاوض مع مواطنيه " حسب ما ردده العديد من الغاضبين من مختلف الأعمار. انتفاضة سكان حي ديار الشمس بالمدنية لم تكن وليدة البارحة و لا الصدفة،إنها انفجار معاناة 1500 منزل بمعدل ثلاث عائلات للمسكن الواحد تترجمها عبارة طالما رددها العجائز و الشباب الذي استجوبناه "نبدلوا حوايجنا فالفيسي". الحالة واحدة حي يتكون من 1500 مسكن بنته فرنسا على أساس أنه سكن جامعي بمساحة 25 متر مربع للشقة، "عندما تفتح الباب تنتهي الشقة "مناظر تدمي القلوب.. "ثلاث عرايس في بياسا واحدة".. سكنوا أدراج العمارة والقباء وعمروا الساحات بنايات قصديرية و سكنوا مسجدا قديما.. 15 عائلة بنت منزلا داخل المسجد للهروب من زحمة العمارة و لكن الحالة مزرية هي الأخرى، تلخصها حالة أحدهم الذي بنى من جهة مراحيض المسجد هو أب للعائلة ابنتها الصغرى أرغمتها الرائحة الكريهة التي تنبع من الأرض و السقف من النوم عند جيرانها. حاولت "اليوم" العودة إلى ساعة انطلاق المظاهرات،بزاوية نظر المتظاهرين الذين اشتكوا ظلم وتحيز الجرائد الذين حملوهم مسؤولية ما حدث لوحدهم.. نعود إلى صباح الإثنين،قبلها بيوم حمل مندوبون عن أبناء الحي رسالة إلى مقر دائرة حسين داي لكن لم يستقبلو.. بلسان مصادر متطابقة من المواطنين "يوم الإثنين صباحا في حدود الساعة العاشرة قمنا بغلق الطريق المجاور، وعلقنا اللافتات بطريقة سلمية للمطالبة بحقنا في السكن المسكوت عنه منذ الاستقلال.. ثم جاءت قوات الأمن للتفاوض معنا قصد تحرير الطريق، اتفقنا مع محافظ الشرطة على انتداب مجموعة متكونة من خمسة عناصر للتفاوض مع الوالي، ولكن المجموعة تفاجأت باقتيادها إلى مركز الشرطة بساحة أول ماي.. واستطاعت المجموعة أن تفر من مخفر الشرطة والتحقت بنا لتخبرنا بما حدث، هنا يتدخل محافظ الشرطة ليمهلنا عشر دقائق لإخلاء الطريق قبل تدخل قوات مكافحة الشغب، رفضنا الانصياع لأمره، تدخلت قوات حفظ الأمن أول ضحاياها كان شيخا من المتظاهرين سقط بين هراوات حوالي عشرة شرطي تم اعتقاله.. النساء ضربت وشتمت بأقبح الألفاظ، بدأت المواجهات، لقد استفزونا كانوا يتفوهون بكلام بذيئ و يشيرون بحركات مخلة بالحياء في اتجاه النوافذ التي كانت تطل منها النساء، هذا الاستفزاز هو الذي سخن الوضع. "