أكد الرئيس المدير العام ل "نيو اينرجي الجيريا"، باديس دراجي، أن الجزائر تعتزم إنتاج 30 بالمائة من طاقتها الكهربائية انطلاقا من الطاقات المتجددة في أفق 2050، بحسب البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة الجاري إعداده. وأشار باديس دراجي إلى أن هذا البرنامج إنتاج 23 ألف ميغاواط من الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية منها 17 ألف ميغاواط موجهة للسوق المحلية و6 آلاف ميغاواط للتصدير، موضحا أنه على الرغم من مزايا استعمال هذه الطاقة النظيفة إلا أنها "مكلفة نوعا ما" حاليا. واعتبر بايس دراجي أن الجزائر يمكنها أن تصبح مصدرا لهذه الطاقة نحو أوروبا بالنظر إلى توفر المورد الشمسي والقرب من السوق الأوروبية، مضيفا أنه من أجل التصدير نحو أوروبا يجب على البلد أولا أن يضاعف المحطات الشمسية في الجنوب وإنشاء شبكات نقل وعمليات ربط تحت البحر مع أوروبا التي يتعين على الجزائر أن تتفاوض معها بشأن دخول طاقتها إلى أسواقها. كما يتطلب إنعاش هذه الطاقة البديلة، تطبيق إجراءات تحفيزية بالنسبة إلى المنتجين وإنشاء شبكة صناعيين لإنتاج محليا التجهيزات الضرورية للتمكن من تقليص تكاليف الإنتاج ووضع حد للتبعية تجاه الممونين العالميين الذين يفرضون أسعارهم. وأكد الرئيس المدير العام ل "نيو اينرجي ألجيريا" أن التحفيزات التي قررها مرسوم سنة 2004 المتعلق بتكاليف تنويع إنتاج الكهرباء والذي يحدد المنحة المقدمة لمنتجي الطاقة الشمسية ب 300 بالمائة من السعر المرجعي للكهرباء، لم تطبق بما أن متعامل السوق المكلف بتحديد هذه الأسعار المرجعية للسوق لم يوضع بعد. من جانبه، اقترح المدير العام لبريتيش بيتروليوم الجزائر آكلي بريحي تنشيط الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة وعدم انتظار مرحلة ما بعد البترول، حيث إن "تاريخ 2050 يبدو بعيدا بعض الشيء، اذ ينبغي على الجزائر أن تستثمر بكثافة في مجال الطاقات البديلة، لأن مرحلة ما بعد البترول لا مناص منها". وتشير الأرقام التي قدمها هذا المسؤول إلى أن مجمع بريتيش بيتروليوم ينوي استثمار ما بين 8 إلى 10 ملايير دولار على المستوى العالمي في مجال تطوير الطاقة الشمسية خلال السنوات العشر المقبلة. كما أكد أن هذه الاستثمارات لا تخص الجزائر بما أن مجمعه مختص في صنع وتركيب صفائح توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية بينما ترغب الجزائر في استثمار الطاقة الشمسية الحرارية. بهذا الصدد، أوضح الرئيس المدير العام ل "نيو اينرجي الجيريا"، أن الخيار الجزائري للطاقة الشمسية الحرارية مرده إلى كون هذه التكنولوجيا تسمح بإنتاج الكهرباء في المجال الصناعي وأن التخزين الحراري يعطي الإمكانية بإنتاج الكهرباء حتى خلال الليل. وتشير الأرقام التي قدمتها "نيو اينرجي الجيريا" إلى أن البرنامج البياني 2008 2017 للجنة ضبط الكهرباء والغاز يتوقع إنتاج 140 ميغاوات من الطاقة الشمسية الحرارية (محطتين ب 70 ميغاوات لكل واحدة منها) و100 ميغاوات بطاقة الرياح و450 ميغاوات من عمليات إنتاج مشتركة و5 ميغاوات بواسطة صفائح إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية.