الفضل لبوتفليقة والعتاب للأحزاب السياسية عين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثلاث نساء في مجلس الأمة خلال عملية التجديد الجزئي لحصته بالغرفة العليا، بينما لم يكن من بين الوافدين الجدد على المجلس أي امرأة منتخبة، أمر يعتبره المهتمون بترقية المرأة تعارضا بين رغبة الرئيس في تفعيل دور العنصر النسوي وتوسيع مشاركته في المجالس المنتخبة وبين الأحزاب التي لا تزال تغلق اللعبة السياسية في وجه النساء. وأكدت عضوة مجلس الأمة المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أن الإرادة السياسية قدمت برهانها والذي "يظهر جليا من خلال تعيين ثلاث نساء في الثلث الرئاسي لدى تجديده في 29 من ديسمبر المنصرم"، مضيفة "كنا أربع وأصبحنا سبع". وتأسفت ظريف كثيرا في لقاء مع "اليوم" أمس على هامش تنصيب هياكل مجالس الأمة وقالت "لم يتم انتخاب أي امرأة في الاستحقاق الأخير. وهنا توضع علامة استفهام كبيرة عن السبب"، متسائلة "هل هي الإدارة، هل هي الأحزاب، أم أن المشكل يكمن فينا نحن كنساء"، مؤكدة ضرورة اجتهاد المرأة ليرضخ حزبها لرغبتها في الترشح. وقالت ظريف "على المرأة السياسية أن تنشط وتقدم تضحيات ولا تنتظر فقط التعيين"، مشددة على أهمية الالتزام في نضال المرأة السياسي "كي يرضى عليها الشعب عليها أن تكون في مستوى التحدي ومستوى التضحيات المطلوبة منها ولا تعتمد على التعيين". من جهتها، عبرت عضوة مجلس الأمة بالتعيين الرئاسي الإعلامية السابقة زهية بن عروس عن فخرها الكبير بتقدم النساء هذه المرة بمجلس الأمة من جهة لإرتفاع عددهن بفضل التعيين الرئاسي، ومن جهة أخرى بسبب " ترأس امرأة للجنة التربية من طرف الوزيرة السابقة في عهد الشاذلي ليلى خيرة الطيب". لكنها عبرت في نفس الوقت عن استيائها العميق من ميكانيزمات عمل الأحزاب السياسية بالجزائر وقالت "يتحججون بالقول إن المرأة تغيب نفسها وأنها لا تصوت على ابنة جنسها، هو أمر موجود لكنه لا يمثل القاعدة "، مضيفة " نتأسف أن الأحزاب والمجالس الولائية والبلدية لم تختر أي امرأة بالتصويت ..."، مضيفة "هناك غياب لإرادة الأحزاب والطبقة السياسية رغم مبادرة الرئيس والباب المفتوح والإرادة القوية"، معتبرة أن الأحزاب هي التي تقف وراء تغييب النساء، وأرجعت ذلك للذهنيات التي قالت إنها "لا يمكن أن تتغير إلا من خلال تربية صحيحة في الأسرة تكون مبنية على أسس المساواة بين الجنسين". وعن موقف الأحزاب من النساء خلال انتخابات التجديد النصفي الأخيرة التي جرت في 29 ديسمبر المنصرم والتي لم تدرج أي واحدة منهن في قائمة الفائزين، تأسفت محدثتنا لغلق الانتخابات بوجه النساء. وعبرت بن عروس عن سعادتها الغامرة بتجديد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثقته فيها، معتبرة ذلك ثقة في النساء الجزائريات وقدرتهن على خدمة الوطن. وقالت بن عروس في تصريح خاص لليوم على هامش تنصيب هياكل مجلس الأمة أمس "سعيدة لأنني ضمن الثلث الرئاسي من جديد، خاصة وأنه تم تسجيل التحاق ثلاث سيدات من إطارات الدولة، واحدة مجاهدة كانت من أولى النائبات البرلمانيات، والثانية أستاذة علوم طبية والثالثة عميدة جامعة، وهو التعيين الذي يرتكز على النوعية والكفاءة للعنصر النسوي". وأردفت سيدة الثامنة سابقا قائلة "يشرفني أن أحظى مرة أخرى بثقة الرئيس، التي لها أكثر من دلالة، هي مؤشر على أننا معول علينا كنساء وإطارات وأيضا كهيئة تشريعية، وهو دليل على أن الرئيس ماض في إعادة الاعتبار للعنصر النسوي في كل مؤسسات الدولة خاصة المجالس المنتخبة".