في إطار تحضير البلاد لمرحلة ما قبل البترول من المزمع، أن تشارك الجزائر من ضمن 47 دولة في أشغال قمة النووي، التي ستعقد الأسبوع المقبل بواشنطن، بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث ستكون الجزائر حاضرة، وقد تكون ممثلة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيزور الولاياتالمتحدةالأمريكية للمرة الأولى بعد تولي باراك أوباما إدارة البيت الأبيض. وفي ذات السياق، تسعى الجزائر، باعتبارها تحوز على مفاعلين نوويين، لتطوير الطاقات الجديدة، وهذا ما يدخل في إطار إستراتيجية البلاد الرامية إلى تحضير الاقتصاد الوطني لمرحلة ما بعد البترول، خاصة وأن البلاد تعتمد بنسبة تفوق90 بالمائة على صادراتها النفطية، ومن خلال هذه الإستراتيجية التنموية تأمل الجزائر في توليد 1000 ميغاواط في غضون عام 2022 و2400 ميغاواط مع حلول 2027، حيث وقعت عقودا مع كل من الأرجنتين، الصين، فرنسا ، الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي المضمون ذاته ونحو تشجيع الجزائر للخروج من دوامة البترول والاعتماد عليه كمصدر وحيد للثروة، إلى جانب التوجه نحو الطاقات المتجددة، وقعت الجزائر في هذا الإطار على مذكرة تفاهم حول التعاون النووي مع جنوب إفريقيا عام 2003، وأمر فيما بعد رئيس الجهورية وبالضبط شهر سبتمبر الفارط، الحكومة بإنشاء صندوق خاص بتطوير الطاقات المتجددة، ومن بينها الطاقة الشمسية. وقد تمت دعوة خمس دول عربية أخرى إلى جانب الجزائر، ويتعلق الأمر بكل من المملكة العربية السعودية، مصر، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، المملكة المغربية، إلي جانب القوى النووية الكبرى (روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، باكستان والهند). وفي الوقت الذي تشير فيه المعلومات إلى أن معظم الدول سيتم تمثيلها من طرف رؤساء الدول أو الحكومات، قرر الرئيس الأمريكي إجراء محادثات ثنائية على هامش القمة، مع نظرائه الروس، الصينيين، باكستانيين، الهنود، الألمان، الأردنيين، حسب ما علم من إدارة البيت الأبيض. و بالمناسبة، أكد باراك أوباما في بيان نشر بموقع "وايت هاوس"، أن قمة الأمن النووي المقررة الأسبوع المقبل، ستكون فرصة للدول المشاركة لتبني الإجراءات الخاصة الرامية لتوفير الأمن للعتاد النووي وحمايته من الوقوع بين أيادي الأعداء. للإشارة، فإن المبادلات التجارية بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية بلغت خلال العام المنصرم حوالي 22 مليار دولار، ممثلة بالدرجة الأولى في الصناعة النفطية، آخذة حصة الأسد، مقابل المستويات الضئيلة جدا للصناعات الأخرى. وفيما يتعلق بمنطقة التبادل الحر بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية، أكد الخبراء أنه يسير في الاتجاه الصحيح، بفضل المجهودات التي يبذلها سفير الجزائر بأمريكا عبد الله بعلي والذي يولي الملف أهمية كبرى، كما سبق و أن أشار رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائري الأمريكي، إسماعيل شيخون، أن المحادثات جارية من أجل فتح خط جوي مباشر يربط الجزائربالولاياتالمتحدة مع نهاية السنة الجارية.