جرى وزير الاتصال الجزائري، ناصر مهل، بأمر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تغييرات مهمة على رأس أجهزة إعلام الدولة، التي عرفت حملة انتقادات شديدة من الشعب والنخبة على حد سواء، وأكد مهل للعربية.نت أن التغييرات ستجلب الأمل في أداء مهني لوسائل الإعلام الحكومية، وبحسب المراقبين، تأتي هذه التغييرات تحسبا للاستحقاقات السياسية المقبلة، وعلى رأسها الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من مايو/أيار المقبل. كما تأتي هذه التغييرات قبيل سن قوانين لتنظم قطاع السمعي البصري في الجزائر، الذي ظل محتكرا منذ الاستقلال عام 1962، بما يسمح بنشوء قنوات تلفزيونية وإذاعية تبث من داخل البلاد، وتخضع للقانون الجزائري. وفي التفاصيل، عيّن وزير الاتصال، الأربعاء الماضي، توفيق خلاّدي، مديرا عاما للتلفزيون الجزائري، خلفا لعبدالقادر عولمي. وكان خلادي قد تولى إدارة وكالة الأنباء الجزائرية، كما كان مسؤولا عن مديرية الاتصال في رئاسة الجمهورية، وكذلك مديرا عاما للإذاعة الوطنية، وتسلّمت بدورها المذيعة أمينة دبّاش مهامها كمديرة عامة لجريدة الشعب خلفا لعز الدين بوكردوس، الذي شغل المنصب لأكثر من عشر سنوات، وعملت دبّاش كمستشارة للمدير العام للتلفزيون الجزائري عبدالقادر عولمي، وقد واجه عولمي في فترة إدارته للتلفزيون انتقادات شديدة بسبب قيام عدد من الصحفيين بحركة احتجاجية، ويواجه التلفزيون الجزائري بالأخص حملة انتقادات شديدة جدا من جمهور المشاهدين، كما النخبة أيضا، وحتى من الوزير المسؤول عن القطاع نفسه، ناصر مهل، الذي صرح لجريدة الخبر في وقت سابق، بأنه يبكي مع الجزائريين على حال التلفزيون، وعند سؤاله ما إذا كان لا يزال يبكي على التلفزيون بعد تغيير مديره إلى جانب تغيير مدراء الإذاعة الجزائرية وجريدة الشعب، أجاب: بعد البكاء من المفروض أن يكون هناك الآن إصلاح، ونحن في عمق الإصلاحات، وبعدها سيكون هناك أمل في أداء مهني لهذا التلفزيون ، وأضاف "نحن نحاول الرجوع بالتلفزيون إلى خدمة الأمة، وسنفتح المجال أمام الطاقات الخلاّقة سواء داخل التلفزيون أو من خارجه للمساهمة في رفع مستواه". وعن خلفية هذه التغييرات وعلاقتها بالاستحقاقات السياسية المقبلة وبالانفتاح في القطاع السمعي البصري، أكد الوزير أن: "التلفزيون مفتوح أمام كل السياسيين ولكل ممثل حزب يريد مناقشة السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، بشرط أن يلتزم هؤلاء السياسيين بالأسلوب الحضاري، وأن يعرضوا برامجهم بما يمكن الجزائريين من الاختيار بحرية".ووجه مهل رسالة إلى المعارضين السياسيين "الرافضين الدائمين"، كما سمّاهم، للمشاركة في النقاش عبر التلفزيون، مضيفاً أن: "من حق هؤلاء أن يرفضوا المشاركة، ولكن نحن نؤكد أن الباب مفتوح أمام الجميع (...) البعض يزعم الدفاع عن الحريات، ولكن هذا الموضوع ليس حكراً على المعارضة، حتى الحكومة تعرف شيئاً عن الحريات" ومن جهته، وصف الأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، الدكتور أحمد عظيمي، في حديثه ل"العربية.نت"، أداء التلفزيون الجزائري، بالكارثي، مؤكداً أنه "منذ الاستقلال لم يشهد التلفزيون الجزائري رداءة وانحطاطا مثل الآن، فقد كان رديئا في تغطية لانشغالات الجزائريين وفي تناول أخبار ثورات الربيع العربي". ودعا عظيمي المسؤولين الجدد، خصوصا مدير التلفزيون الجديد، لأن يكونوا أكثر جرأة وشجاعة في تناول الأخبار، وفي فتح المجال أمام النخب الجزائرية لتتحدث عبر الشاشة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، على حد وصفه. الجزائر – النهار أون لاين