أنقذ أخاه ''إسلام'' من قبضة مجنون، فوقع بين يديه، أمسكه من رجله وأخذ يضربه بجذع شجرة، أفقده وعيه، هشم جمجمته الصغيرة وكسر فكيه، ليتركه غارقا في بركة دماء ويدخله مصلحة الإنعاش ويفارق الحياة بعدها.قتل كهل في عقده الخامس، الطفل ''م. ع'' في ال12 من العمر على مستوى منطقة الكاليتوس الواقعة شرق العاصمة، أين أدخله مصلحة الإنعاش ل3 أيام ليلفظ أنفاسه الأخيرة أمس الثلاثاء بمستشفى زميرلي. وتوجهت ''النهار'' أمس، إلى منزل الطفل الضحية الذي يدرس في السنة الأولى متوسط بمتوسطة الكاليتوس، وحضرت مراسيم جنازته التي كانت في جو مهيب، الأقارب والجيران أكدوا ل''النهار'' على أن الطفل كان قدوة لكل من في سنه، فقد كان ذا أخلاق عالية وحياء كبير لدرجة أنه يحترم الصغير قبل الكبير ورزانته فاقت سنه الصغير، دخلنا إلى منزل الطفل محمد استقبلتنا والدته بكل نفس مؤمنة وصرحت لنا بأنها كانت بودها أن تستضيف ''النهار'' في مناسبة غير هذه لكن هذه مشيئة القدر، وأخذت تروي لنا تفاصيل الحادث أمام النساء اللواتي جئن ليعزينها وبينما هي كذلك أجهشن جميعهن بالبكاء باستثنائها، فقد رضيت بقضاء الله وقدره، ورجوعا إلى تفاصيل الحادث الذي أخذت ترويه بأدق التفاصيل، فقد قالت إنها يوم الواقعة أرسلت ولديها لشراء غرض ما عند البقال المحاذي للبيت، إلا أنها تفاجأت بابنها ''إسلام'' ذي ال8 سنوات يصرخ بأن مجنونا قد أمسك بأخيه، فذهبت مسرعة إلى المكان المشار إليه لتجد فلذة كبدها ملقى على الأرض جثة هامدة لتسرع به إلى المستشفى، أين بقي هناك إلى أن استلم الله أمانته.كما أشارت إلى أنها لمحت الجاني يجول في أروقة المستشفى بحثا عن الطفل لسبب أكدت أنها تجهله، إلا أنها صرحت بأنها استنجدت بأعوان الأمن بالمستشفى تجنبا لوقوع كارثة أخرى، إلا أن لا حياة لمن تنادي.تركنا الأم وسط معزيها وألمها الذي تغلب الإيمان عليه، لنستدرج الطفل إسلام الذي شهد الجريمة ليعبر لنا بكل براءة بعبارات تتخللها دموع فقدان أخ عزيز وتأنيب ضمير بأنه كان السبب في موت محمد، وبدأ يروي لنا أنه كان رفقة المرحوم ليتفاجأ بقدوم الجاني نحوهما ليمسك به ويبدأ بضربه دون سبب ليحاول شقيقة إنقاذه إلا أنه وقع في قبضته وبحكم بنيته الصغيرة لم يتمكن من الدفاع عن نفسه وأخذ يلطمه مع جذع الشجرة ويركله مرددا عبارة ''مازال مامتش'' ليبقى ''إسلام'' مذهولا لبشاعة ما رآه، فتركنا ''إسلام'' مع حزنه وبحثه عن مخبأ حتى لا يرى شقيقة وهو في النعش لنتجه إلى قريبه الذي أكد لنا نفس التفاصيل وبالسؤال عن مصير الجاني أكد أنه بعد الحادث استقل الحافلة نحو عين بسام والبعض الآخر صرح بأنه كان بالمستشفى الذي تواجد به الضحية لتلقي العلاج العقلي، فيما أفاد البعض الآخر بأنه قد تم إلقاء القبض عليه وإيداعه مصحة عقلية، في الوقت الذي أكد كل من يعرفه بأن الجاني أحيانا كانت تأتيه حالات غضب إلا أنه غالبا ما كان يلتزم الصمت، مرجعين سبب الجريمة إلى منع عائلة زوجته من رؤيته لأبنائه مما أثار غضبه على الطفلين ''محمد'' و''إسلام''.