رفض وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو أمس الثلاثاء، الاتهامات العراقية لبلاده بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق وقال أن تركيا لم تكن يوما طرفا في الأزمة السياسية المحتدمة في الجارة الجنوبية.وأضاف داوود اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكاميروني الزائر بيير ميكوكو موبونجو أن "السياسة التركية تجاه العراق واضحة وهي أننا نريد لأشقائنا الشيعة والسنة والعرب والأكراد والتركمان أن يعيشوا في امن وازدهار".وقال " لم نفكر يموما بان نكون جزءا من المواجهة الطائفية الدائرة في العراق أو طرفا في الأزمة السياسية بين القوى العراقية" معتبرا أن هذه الأزمة ناجمة عن خلافات جدية بين الائتلاف الحكومي الذي يترأسه المالكي. و أعرب عن الاعتقاد بان وحدة العراق وسلامة أراضيه هي معادلة مهمة للاستقرار في المنطقة وان تركيا تريد أن تجنب المنطقة الدخول في ما أسماه ب"حرب باردة جديدة". وكان رئيس الوزراء العراق نوري المالكي قد اتهم مؤخرا تركيا بأنها دولة "منحازة طائفيا ومعادية للعراق" في إشارة إلى وقوفها مع المجموعات السنية التي تتهم المالكي بدورها بتهميش دورها ومحاولة إقصائها عن المشهد السياسي العراقي. وتحتضن تركيا حاليا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي احد قيادات قائمة العراقية السنية المطلوب للقضاء العراقي بتهمة التورط في أعمال إرهابية وهي تهمة يرفضها الهاشمي ويعتبرها مكيدة لإقصائه سياسيا. وكان الهاشمي قد اجتمع أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في أنقرة في لقاء هو الثاني بين الجانبين تم التعتيم عليه إعلاميا إذ سبق أن التقيا باسطنبول قبل أسبوعين. ويقيم الهاشمي مع أفراد أسرته وحمايته في تركيا التي وصلها بعد جولة شملت قطر والسعودية بدعوة من الحكومة التركية.