"مختطف الرهائن" يحاول تجاوز عقدة "الإرهابي" في عاصمة الجن والملائكة يبدأ الرئيس الليبي معمر القذافي غدا الاثنين زيارة رسمية إلى فرنسا هي الأولى له منذ ثلاثين سنة. وتأتي هذه الزيارة ردا على الزيارة التي قام بها ساركوزي إلى ليبيا شهر جويلية الماضي. وتحاول باريس وطرابلس، كل على جهة، إعطاء أبعاد خاصة لهذه الزيارة. وحسب صحيفة " لوموند"، التي نقلت تصريح الناطق الرسمي لقصر الاليزيه، فان هذه الزيارة الرسمية التي لا تعتبر زيارة دولة ، ستسجل عودة ليبيا بخطوة متقدمة إلى المجتمع الدولي بعد عزلة طويلة ارتبطت باتهامات بالإرهاب. ولاستقبال ضيوفه اشترط الرئيس الليبي تنصيب خيمة خاصة ، في حديقة فندق "مارينيي" حيث الإقامة الرسمية لضيوف فرنسا ويقع الى جانب قصر الاليزيه. ومنذ تداول أخبار حول احتمالات هذه الزيارة المرتقبة التي أكدت عدة جهات في الاليزيه بان لا علاقة لها بقضية الممرضات البلغاريات، التي تنقل ساركوزي من اجلها لإجراء المحادثات مع العقيد في ال 25 من جويلية الماضي، لم تخفي أطراف سياسية و مدنية استنفارها و تشكيكها في فحوى هذه الزيارة مستنكرة انه لا يمكن "لارهابي" و "مختطف رهائن" كما تفضل تسميته الصحف الباريسية، أن يستقبل في زيارة دولة في موطن حقوق الإنسان، بل لم يتقبل البعض في استنكارهم حتى فكرة توقف القذافي أمام قبر الجنرال ديغول و هو ما صرح به الكاتب الفيلسوف و الصحفي برنارد هنري ليفي على أمواج "فرانس انتر" حيث احدث هذا الاخير ضجة اعلامية لأدلاءه بتصريحات المعادية لشخص الرئيس القذافي معبرا عن صدمته بالزيارة التي اعتبرها " مخزية" للبعد المشبوه فيها سيما انها جاءت مباشرة بعد المفوضات لتحرير الممرضات البلغاريات وهي نفس التصريحات التي ادلى بها الامين الاول في الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند ، بينما وصف رئيس حزب الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو الامر بانه "معيب ". وكانت عواصم غربية اخرى سبقت باريس في تطبيع علاقاتها مع طرابلس، مثل لندن. وتكرر باريس ان التقارب الفرنسي الليبي وضع على السكة قبل ثلاث سنوات مع زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الى طرابلس بعد ان دفعت ليبيا تعويضات لاسر ضحايا الاعتداء الذي استهدف في 1989 الطائرة "دي سي-10" التابعة لشركة "اوتا" الفرنسية. وكان ساركوزي قد صرح الشهر الماضي موقفه مسبقا مؤكدا انه لا يرى "سببا لعدم استقبال القذافي". واضاف "اذا لم يكن في إمكاننا استقباله، واذا لم يكن في امكاننا الحديث مع دول باتت محترمة، فما الذي سنقوله لايران وكوريا الشمالية؟".