طالبت المعارضة الفرنسية بإلغاء زيارة العقيد الليبي معمر القذافي إلى باريس والمرتقبة اليوم الاثنين ووصفوها ب "غير المقبولة". وأعلن النواب الاشتراكيون في بيان لهم أمس الأحد عن رفضهم لاستقبال القذافي في الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان"، مثلما هو مقرر في برنامج الزيارة. وبرر رئيس النواب الاشتراكيين، جان مارك ايروه هذا الموقف المناوئ للعقيد القذافي من كون هذا الأخير يقوم بانتهاك حقوق الإنسان داخل بلاده. وأشار في هذا الصدد إلى ما أسماه عملية "التعذيب والانتهاكات" التي تعرضت لها الممرضات البلغاريات وزميلهم الطبيب خلال اعتقالهم في ليبيا على خلفية نقلهم لمرض الايدز لأطفال ليبيين.. وأعلن زعيم الوسط فرنسوا بايرو الجمعة أن هذه الزيارة "لا تليق بفرنسا"، في حين أعرب برنار هنري ليفي عن "صدمته" مؤكدا "لا يعقل أن ندعو ارهابيا كبيرا ومحتجز رهائن دوليا". وكذلك وصفت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية إلى الانتخابات الرئاسية الزيارة بأنها "معيبة جدا" وقالت "نعلم في أي ظروف عذبت الممرضات ولم يتم ذلك بدون علم القذافي". ومن جانبها، رفعت جمعية "تشيرنوبلاي" الفرنسية المناهضة للنووي دعوى إلى القذافي بتهمة التعذيب وطالبت بتوقيفه أثناء زيارته إلى فرنسا.. ومنذ الإعلان عنها، تثير زيارة الزعيم الليبي إلى باريس جدلا واسعا داخل فرنسا، بسبب رفض المعارضة والمنظمات غير الحكومية للسياسة التي يتبعها الرئيس نيكولا ساركوزي مع هذه الدولة العربية، حيث يتهمونه بالسعي إلى التطبيع معها برغم طبيعة النظام الذي يحكمها. وكانت تصريحات القذافي على هامش قمة لشبونة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا ومطالبته بالتعويض عن الفترة الاستعمارية قد أثارت فيما يبدو حفيظة بعض الفرنسيين.. وبخلاف موقف المعارضة، فقد دافع ساركوزي بقوة عن هذه الزيارة، وأعرب عن أمله في أن تكلل بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية. وخلال قمة برشلونة التقى ساركوزي بالقذافي وقال له بأنه "سعيد جدا" باستقباله في باريس.. ويذكر أن ساركوزي كان زار ليبيا بعد الإفراج عن الممرضات البلغاريات. ووعد نجل القذافي، سيف الإسلام بالتوقيع خلال الزيارة على عقود "بأكثر من ثلاثة ملايير يورو لشراء طائرات ايرباص" و"مفاعل نووي" وأسلحة. ل// ل