فاجأ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعيين رئيس إحدى الورش في مصنع ينتج عربات قطارات ممثلا مفوضا له في دائرة الأورال الفيدرالية، الأوساط السياسية في روسيا وأثار استياء في صفوف المعارضة.ويأتي تعيين إيغور خولمانسكيخ رئيس إحدى الورش في مصنع "أورال فاغون زافود" في هذا المنصب الرفيع في إطار حملة التعديلات الواسعة في مؤسسات الدولة التي بدأها الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف ويواصلها الرئيس الجديد فلاديمير بوتين.وتجدر الإشارة الى ان المهندس الميكانيكي خولمانسكيخ أصبح معروفا في روسيا بعد ان شارك في الحوار التلفزيوني المباشر الذي يجريه بوتين سنويا مع المواطنين. وفي ديسمبر الماضي، بعد اندلاع حركة الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد، حيث اتصل خولمانسكيخ ببوتين الذي كان آنذاك يشغل منصب رئيس الوزارء، أثناء الحوار التلفزيوني، وعرض عليه ان يصل هو و"رجاله" أي عمال الورشة التي يرأسها الى موسكو لتفريق المشاركين في المظاهرات.وبعد أيام قليلة تشكلت في مصنع "أورال فاغون زافود" لجنة عمال لدعم بوتين وترأسها خولمانسكيخ. وبعد ذلك انخرط خولمانسكيخ الذي بدأ مشواره المهني كعامل بسيط في المصنع، في النشاط الاجتماعي والسياسي وقام بتأسيس منظمة "من أجل انسان العمل" وساهم في تنظيم رحلة مئات من عمال المصنع الى موسكو للمشاركة في مظاهرة مؤيدة لبوتين.وانتقدت شتى أطياف المعارضة الروسية تعيين خولمانسكيخ في المنصب الجديد. وشكك الحزب الشيوعي في مشواره كعامل وخبير تقني في المصنع، مشيرا الى انه لن يسمح ابدا لشخص بسيط ان يتصل ببوتين خلال حواراته السنوية مع المواطنين.أما حزب "روسيا العادلة" (يمين الوسط) فأعرب عن قلقه من تعيين خولمانسكيخ في هذا المنصب الرفيع بسبب تصريحاته بشأن المعارضة التي اعتبرها متطرفة وخطيرة.من جانبها أطلقت أحزاب المعارضة الليبيرالية انتقادات ساخرة بشأن تعيين خولمانسكيخ، معتبرة هذا القرار خطوة دعائية وقارنتها مع تعيين عمال وفلاحين في مناصب رفيعة بأمر من الحزب الشيوعي أيام الاتحاد السوفيتي.