رصدت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية المخاوف الإسرائيلية من انتخابات الرئاسة فى مصر، وقالت إن تلك الانتخابات تبقى المسئولين الإسرائيليين مستيقظين ليلا، متسائلين عما إذا كانت الدولة التى تعد أقوى صديقة عربية لهم ستصبح عدوة قريبا.وأشارت المجلة فى تقرير لها بعنوان "بلا نوم فى القدس" إنه على الرغم من أن نتائج الانتخابات الرئاسية لن تعلن رسميا قبل الأسبوع المقبل، إلا أن السياسيين فى إسرائيل يحاولون تحديد الخيارات السيئة عن الأسوأ بالنسبة لهم.فمبارك برغم كل أخطائه، كان يمكن الاعتماد عليه وظل صديقا لإسرائيل على مدار ثلاثة عقود. ومن المبكر جدا القول إذا كان الرئيس القادم سيكون إسلاميا، لكن حتى لو لم يكن، فإن الدستور الجديد سيمنح البرلمان سلطات حقيقية.ويقول يورام ميتال، مدير دراسات الشرق الأوسط فى جامعة بن جوريون الإسرائيلية، إن التغيير فى العلاقات المصرية الإسرائيلية سيكون كبيرا وعميقا، فمصر على وشك أن تقوم بعدد من المراجعات لسياستها الأمنية والخارجية التى ربما ينظر إليها الكثير من السياسيين الإسرائيليين بتخوف.وتمضى المجلة فى القول إنه برغم تباين مواقف المرشحين البارزين من إسرائيل واتفاقية السلام معها، إلا أن المسئولين فى الدولة العبرية لا ينظرون إليهم بكثير من الاختلاف والتمييز، فعبد المنعم أبو الفتوح يتحدث عن إسرائيل دائما باعتبارها الكيان الصهيونى، فى حين جلس مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى فى الصفوف الأمامية خلال مؤتمر لأحد رجال الدين الذى قال فيه إن المرشح يتعهد بإحياء الخلافة الإسلامية هذه المرة فى إسرائيل.وترى فورين بوليسى أن إسرائيل لديها أسباب حقيقية للقلق، فمن بين المرشحين الخمسة البارزين، دعا أربعة منهم إلى مراجعتها، وقال عنها مرسى إنها ماتت ودفنت وحث على طرحها للاستفتاء، فى حين اعتبرها أبو الفتوح تهديدا للأمن القومى، وحذر صباحى من أنه فى ظل قيادته، لن تكون مصر هى الأب الروحى لإسرائيل فى المنطقة.وحتى شفيق بدأ يتبنى النبرة المعادية لإسرائيل، وتفاخر بأنه أسقط طائرتين إسرائيليتين عام 1960.وتنقل الصحيفة عن السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة زيفى مازل قوله إنه من الصعب معرفة ما إذا كان يجب الحديث عن العلاقات المصرية الإسرائيلية أو غيابها، فأيا كان الرئيس المنتخب، فهناك شعور بأن الآتى لن يكون جيداً أبداً.