كم كانت فرحة السيدة فوزية كبيرة عندما تبنّت الطفلة مريم البالغة من العمر 14 شهرا ورأتها تكبر أمام عينيها وتحيطها برعايتها بالرغم من قلة ذات اليد لكن وبعد مرور عام على ولادة الطفلة بدأت المشاكل تنهال على السيدة كريمة عندما أخبرها الطبيب الأخصائي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة بعين الدفلى بأن مريم تحتاج إلى عملية زرع جهاز سمع متطور داخل أذنها لإنقاذها من الصمم والبكم، لأن الأجهزة التقليدية التي توضع عادة للذين يعانون من ثقل في السمع خارج الأذن لا تفي بالغرض، فقد تحل مشكلة السمع لكنها تبقى معرضة للإصابة بالبكم طوال حياتها. وقد أبلغها الطبيب المختص بأن العملية تكلف ما قيمته 8 ملايين سنتيم وقد أكد لها الطبيب بأن الجهاز يجب أن يزرع قبل بلوغها سن العام وستة أشهر أي قبل أربعة أشهر من الآن، وهو ما أفقد صواب السيدة لتبدأ رحلة البحث عن طريقة لعلاج ابنتها فطرقت كل أبواب المصالح المعنية علّها تجد مخرجا لمعضلة ابنتها لكن دون جدوى. وقد روت لنا السيدة المقيمة ببلدية خميس مليانة بولاية عين الدفلى والتي تشتغل حاليا منظفة بإحدى المؤسسات العمومية بأنها قصدت مديرية النشاط الاجتماعي للولاية ست مرات متتالية وكل مرة ترد على أعقابها. وما يحز في نفسها كونها غير قادرة على توفير المبلغ المالي بأجرتها التي لا تكفي لإعالة عائلة من أربعة أطفال. اليوم السيدة فوزية تناشد ذوي القلوب الرحيمة لمساعدة ابنتها، بوزيد مريم، وإنقاذها من الصمم والبكم المحتم الذي يتربص بها بعد أربعة أشهر من الآن.