كانت الساعة 15:00مساءً عند الانطلاق من مقر المجموعة الاقليمية للدرك الوطني في جيجل، نحو أول نقطة تم برمجتها للخرجة الميدانية التي نظمتها القيادة الولائية للدرك، ورافقت ''النهار'' إطاراتها وعناصرها، في مقدمتهم قائد الأركان الرائد ''هامل عاشور'' وقائد الكتيبة الإقليمية بالعوانة الرائد ''سعيداني خيرالدين'' والرائد ''أوكيل خالد''.حيث خرجنا والكل جاهز ومستعد لوقوع أي طارىء، كحدوث عمل إجرامي أو حادث مرور خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 43 في محوره الممتد بين جيجل وبلدية العوانة، وبالضبط شاطىء أفتيس، الذي كان أول نقطة نقف عندها للاطلاع أكثر وعن قرب على مهام فصيلة أمن الطرقات التابعة لبلدية ''قاوس''، حيث أكد القائمون على السد الثابت في المنطقة والقريب من الشاطىء، على عدم تسجيل أية محجوزات خطيرة، مشيرين إلى تراجع عدد الحوادث المرورية الخطيرة، نتيجة الانتشار الكبير والمحكم لعناصر الدرك الوطني خاصة في إطار مخطط ''دلفين''، ولأجل تأكيد صحة هذه المعلومات وتجسيدها على أرض الواقع اقتربنا رفقة عناصر الدرك الوطني من أغلبية السياح والمصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن والمتواجدين في شاطىء ''أفتيس''، والذين أكدوا لنا أن السبب الرئيسي في اختيارهم لشواطىء جيجل على غرار ''أفتيس''، راجع إلى توفير الأمن، بالاضافة إلى''الحياء'' و''الحشمة'' التي لا تزال تميز سكان جيجل عن غيرهم ، نفس الكلام والشعور وجدناهما عند كل من تحدثنا إليهم على مستوى شاطىء ''برج بليدة ''، وشاطىء ''سيدي عبد العزيز''، وقبل وجهتنا نحو هذا الأخير كان لابد من مرافقة فرقة من جهاز الدرك الوطني في جيجل يتميز عناصرها البواسل بالصبر والشجاعة، والعمل في صمت، هم بالتأكيد عناصر الفصيلة الثالثة للأمن والتدخل، الكائن مقرّها في بلدية الطاهير، حيث وفور وصولنا إلى الشاطئ، سارعوا إلى ساحة المقر، وتجمعوا لأجل معرفة النقاط المشبوهة التي ستكون وجهتهم إليها بعد المعلومات التي كشف عنها لهم قائد الفرقة برتبة رقيب أول، والتي مفادها أن مجموعة من الأشخاص يقومون اللحظة ببيع المشروبات الكحولية والأقراص المهلوسة دون رخصة، في كل من منطقة غابيّة قريبة من المطار الدولي في أشواط، ومنطقة معزولة أخرى يتواجد فيها مقر قديم غير مستغل لأعوان الحماية المدنية، في المدخل الغربي لبلدية سيدي عبد العزيز، حيث وقبل الانطلاق وجّه قائد الفرقة بعض التعليمات والنصائح لزملائه كالتحلي باليقظة والحذر، مؤكدا على ضرورة الابتعاد عن التعمال الاستفزازي مع الأشخاص المشبوهين. خرجنا مجددا من مقر الفصيلة وكلهم عزم وإرادة في القضاء على ظاهرة إجرامية أو أخلاقية أو حتى مرورية قد تواجههم في طريقهم نحو الغابة المحاذية للمطار، التي تم تطويقها قبل القيام بعملية الاقتحام الذي تخللته عملية التفتيش والبحث عن المشبوهين، الذين لم نجد منهم أحدا في عين المكان، وهذا قد يعود إلى التواجد المكثف لعناصر الدرك في إطار مخطط دلفين، وربما للأمر علاقة باقتراب شهر رمضان المعظم.