وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء بتسخير "كل وسائل الدولة" لمكافحة أعمال العنف بعد مائة يوم من انتخابه وعقب ليلة من المواجهات بين مجموعات من الشباب وقوات الشرطة في أميان بشمال فرنسا أصيب خلالها 16 شرطيا. فقد تصدى نحو مائة شاب بعنف لقوات الأمن ليل الاثنين الثلاثاء في حي شعبي بمدينة اميان وأصابوا 16 منهم كما قاموا بنهب وتخريب عدة مبان عامة من بينها دار حضانة ومركز رياضي. ووجه الرئيس الفرنسي ظهر الثلاثاء تحذيرا عنيف اللهجة متوعدا باستخدام "كل وسائل الدولة" لمكافحة اعمال العنف. من جانبه حذر رئيس الوزراء جان مارك ايرولت في بيان من "هذه الأفعال غير المقبولة التي ستواجه الحكومة مرتكبيها بأكبر قدر من الحزم". واستقبل وزير الداخلية مانويل فالس بصيحات الاستهجان لدى وصوله ظهر الثلاثاء الى اميان. واستنادا الى مديرية الأمن فان حوالي مئة شاب تجمعوا في حي شمال اميان، إحدى المناطق ال15 التي منحتها الحكومة الاولوية الأمنية، مساء الاثنين وبداوا في "مضايقة قوات الامن التي قدمت لتأمين الحي بعد صدامات جرت مساء الأحد" بين سكان الحي والشرطة التي رصدت سائقا اعتبرت قيادته خطرة. وأضافت أن 16 شرطيا أصيبوا نتيجة استخدام بنادق صيد وقذائف العاب نارية ومقذوفات خلال هذه الاشتباكات التي استمرت حتى الساعة الرابعة (2,00 ت غ). وأوضحت الشرطة أن قوات الأمن ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقذائف مطاطية لتفريق الشبان دون أن تصيب أحدا منهم آو تجري أي اعتقالات. وكثيرا ما يشهد حي شمال اميان حوادث مختلفة "لكنها لم تكن أبدا بمثل هذه الخطورة مع تعرض ثلاثة مبان حكومية لتدمير جزئي". وقد اعتبر بعض السكان أن هذا التدخل الأمني كان مبالغا فيه خصوصا وان أهل وأقارب شاب عمره 20 عاما لقي حتفه الخميس في حادث دراجة نارية، كانوا متجمعين في موكب عزاء قرب المكان الذي أوقفت فيه الشرطة السائق الذي اعتبرت قيادته تشكل خطورة. وتقرر فتح تحقيق إداري بشان هذا التدخل الأمني. وأشارت الشرطة إلى سرقة ثلاث سيارات خلال الليل. كما جرى إحراق عشر عربات ونحو 60 صندوق قمامة وتحطيم نوافذ مركز شرطة في الحي. وتحدث رئيس بلدية اميان جيل ديمايي عن "مشاهد خراب مؤسفة" مع الاعتداء "للمرة الاولى" على مبان عامة من بينها دار حضانة احترقت جزئيا بعد سلبها وتخريبها بالكامل ومركز رياضي دمر كليا. وقدر قيمة الخسائر ب"ملايين اليوروهات". وقال رئيس البلدية "منذ اشهر وأنا أطالب بالمزيد من الإمكانيات لان التوتر كان يتصاعد في الحي" بدون مزيد من التفاصيل. وبعد مائة يوم في الحكم بات على الرئيس الاشتراكي الجديد أن يواجه ميدانيا الوضع الأمني، الموضوع المفضل لسلفه المحافظ نيكولا ساركوزي، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يزداد تدهورا مع وصول معدل البطالة إلى نحو 10% وعدم تحقيق اي نمو. واستنادا إلى استطلاع أجراه معهد ايفوب لحساب صحيفة لوفيغارو التي نشرته السبت فان 35% فقط من الفرنسيين يثقون في قدرة فرنسوا هولاند وحكومته على "مكافحة الانفلات الأمني بفاعلية".