اعلنت حركة طالبان الباكستانية الاربعاء انها شطبت من "لائحتها السوداء" اسم الوزير الذي دعا الى قتل مخرج الفيلم المسيء للاسلام الذي جرى التنديد به في عدة دول اسلامية، وذلك عبر "الاشادة به" مقابل "هذه التضحية باسم الاسلام". وهي المرة الاولى التي يعلن فيها المتمردون الذين كثفوا الاعتداءات والاغتيالات في باكستان في السنوات الاخيرة تنديدا بتحالف اسلام اباد مع الولاياتالمتحدة، مثل هذا العفو عن مسؤول حكومي. وكان وزير السكة الحديد غلام احمد بيلور وعد السبت بدفع مكافأة بقيمة 100 الف دولار لمن يقتل مخرج فيلم "براءة المسلمين" الذي اعتبر مسيئا للاسلام، حتى انه دعا حركة طالبان وتنظيم القاعدة الى المشاركة في هذه "القضية النبيلة". وسارعت الحكومة والحزب السياسي الذي ينتمي اليه بيلور، حزب عوامي الوطني العضو في الائتلاف الحكومي والذي يعتبر رسميا علمانيا ديمقراطيا ولا يدعو الى العنف، الى النأي بانفسهما عن الوزير، ودانت تصريحاته دول غربية عدة وخصوصا الولاياتالمتحدة. والثلاثاء، اجتمع مجلس حركة طالبان الباكستانية، وهو هيئة استشارية عليا، و"شكر بيلور على تضحيته باسم الاسلام"، كما اعلن احسان الله احسان المتحدث باسم الحركة في اتصال مع وكالة فرانس برس من مكان مجهول. واضاف ان "المجلس اشاد ببيلور ووافق على اعلانه السخي. لقد صفحنا عنه تماما وسحبنا اسمه من قائمة المسؤولين الحكوميين المراد تصفيتهم". وغلام احمد بيلور (72 عاما) هو احد السياسيين الاكثر نفوذا في شمال غرب البلاد، ابرز معقل لطالبان. وقال بيلور "لقد تصرفت انطلاقا من قناعتي ومعتقداتي. اؤكد إعلاني، لانه الحل الوحيد". وأكد الوزير دعوته الى القتل الثلاثاء في مقابلة مع وكالة فرانس برس مؤكدا ان الراي العام يقف وراءه في باكستان حيث كانت التظاهرات المناهضة للفيلم الاكثر عنفا مع سقوط اكثر من 20 قتيلا و200 جريح. واثار الرجل الذي لم يعتد على الفضائح، الاستهجان السبت عندما دعا المتطرفين من طالبان وتنظيم القاعدة "الى المشاركة في هذا التحرك النبيل" لقتل مخرج الفيلم. وقبل بضعة اشهر من الانتخابات العامة المقررة في بداية 2013، ندد معارضوه بتصرف سياسي خطير وغير مسؤول بالنظر الى تصاعد الشعور بعدم التسامح الديني في السنوات الاخيرة في باكستان.