ضرب جنود إسرائيليون اثنين من مصوري رويترز وأجبروهما على خلع ملابسهما في الشارع، قبل أن يطلقوا عبوة غاز مدمع أمامهما تاركين أحدهما في حاجة إلى العلاج بالمستشفى. وقال المصوران يسري الجمل ومأمون وزوز إن دورية راجلة أوقفتهما وهما في طريقهما بسيارتهما إلى حاجز تفتيش قريب كان قد استشهد فيه فتى فلسطيني للتو برصاص حارس حدود إسرائيلي، مشيرا إلى أن سيارتهما كانت معلمة بوضوح بكلمة 'تلفزيون'، وكانا يرتديان 'سترات زرقاء عليها شارة صحافة'. وأضاف مصورا رويترز أن الجنود أجبروهما على الخروج من السيارة ولكموهما وضربوهما بأعقاب بنادقهم، واتهموهما بالعمل لحساب منظمة غير حكومية إسرائيلية هي 'بتسليم' التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربيةالمحتلة. وأوضح المصوران أن الجنود لم يسمحوا لهما بإبراز بطاقات هويتهما الرسمية وأجبروهما على خلع ملابسهما -ما عدا الداخلية- وعلى الركوع بجانب الطريق وأيديهما خلف رأسيهما. كما جرى إيقاف صحفيين فلسطينيين آخرين يعملان بمؤسسات إخبارية محلية، منها محطة تلفزيون فضائية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأجبرا على الاستلقاء على الأرض، بعدها ألقى أحد الجنود عبوة غاز مدمع بينهما، وابتعد جنود الدورية الإسرائيلية. وقال الصحفيون الأربعة إن الجمل ووزوز ذهبا إلى سيارتهما التي امتلأت سريعا بالغاز المدمع، وحاولا الابتعاد بالسيارة لكنهما لم يقطعا سوى مائتي متر قبل أن يضطرا للتوقف والخروج من السيارة بسبب الغاز الخانق، ثم أطلق الجنود عبوات الغاز المدمع باتجاههما. ونقلت سيارة إسعاف وزوز الذي اختنق من شدة الغاز إلى المستشفى وخرج في الليلة نفسها. وفي ردود الفعل قال رئيس تحرير رويترز ستيفن جيهادلر 'إننا نأسف للمعاملة السيئة التي لقيها مراسلانا، وسجلنا استياءنا الشديد لدى السلطات العسكرية الإسرائيلية'. في هذه الأثناء قال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه يحمل هذه المزاعم على محمل الجد، لكنه لم يقدم تفسيرا للاعتداء الذي حدث مساء الأربعاء في قلب مدينة الخليل. من جانبها قالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أفيتال ليبوفيتش في رسالة بالبريد الإلكتروني إن قائد اللواء الإقليمي تلقى 'أمرا بفتح تحقيق'، وأضافت أنه لن يتم الكشف عن مزيد من المعلومات إلى حين اكتمال التحقيق.