أعلن وزير الداخلية التونسي٬ علي العريض٬ امس الجمعة٬ أن وحدات الأمن تمكنت مؤخرا من تفكيك شبكة إرهابية تضم عناصر تونسية وجزائرية وليبية تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقال الوزير٬ في ندوة صحفية سلط خلالها الضوء على هذه الشبكة٬ أن الأمر يتعلق بمجموعة ضبطت شمال غرب تونس على الحدود مع الجزائري٬ وكذا تنظيم إرهابي آخر كان في طور التكوين تم تفكيكه بولاية القصرينجنوب غرب البلاد بالقرب من الحدود مع الجزائية. وأوضح أن مصالح الأمن اعتقلت حتى الآن 16 من عناصر هذه الشبكة ٬ فيما ما زالت الأبحاث جارية للقبض على 18 آخرين ٬ حيث تقوم قوات الأمن والجيش بمحاصرة هؤلاء الإرهابيين المختبئين في مناطق جبلية بالقرب من الشريط الحدودي مع الجزائر. يذكر أن رجل أمن تابع لقوات الحرس الوطني (الدرك) قد قتل يوم 10 دجنبر الجاري في مواجهات بين قوات الأمن التونسية وعناصر مسلحة بمدينة فرنانة التابعة لولاية القصرين ٬ جنوب غرب تونس بالقرب من الحدود مع الجزائر ٬ فيما أعلن في 14 من نفس الشهر عن ضبط كمية من الأسلحة والمتفجرات والأزياء العسكرية على متن سيارة بمنطقة عين دراهم التابعة لولاية جندوبة غرب العاصمة على الحدود الجزائرية وتم اعتقال سبعة أشخاص ولاذ آخران بالفرار. وحول تفاصيل هذه العمليات قال الوزير التونسي إن قوات الأمن ضبطت في سادس دجنبر الجاري المجموعة الأولى من العناصر الارهابية شمال غرب البلاد٬ كانت بصدد "مساعدة عناصر إرهابية قدمت من ليبيا من أجل إيصالها إلى الجزائر"٬ مشيرا إلى أنه تم إيقاف عدد من هذه العناصر ٬ فيما تمكن آخرون من الفرار والاختباء في مناطق حدودية يجري حاليا محاصرتهم ٬ موضحا أن المجموعة تضم ثلاثة ليبيين وتونسي. وأضاف أن المجموعة المسلحة الثانية التي تم تفكيكها يوم 10 دجنبر٬ بولاية القصرين ٬ جنوب غرب تونس بعد مواجهات مع قوات الأمن خلفت مقتل رجل أمن ٬ كانت بصدد إنشاء معسكر للتدريب وضبطت معها مواد متفجرة من نوع (تي.إن.تي) ومواد لصنع المتفجرات ومسدس وكميات من الذخيرة وخرائط وملابس عسكرية وقال إن التحقيقات بينت أن الأمر يتعلق بتنظيم إرهابي في طور التكوين يشرف عليه 3 جزائريين وتضم تونسيين أغلبهم شبان تحت سن الثلاثين بعضهم كان ينشط في جماعة "أنصار الشريعة" السلفية٬ مشيرا إلى أن المجموعة أطلق عل نفسها اسم "كتيبة عقبة ابن نافع" ٬ وهي تابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التابع للمدعو عبد المصعب عبد الودود. وأوضح علي العريض أن سبعة من أفراد هذا التنظيم تم اعتقالهم٬ فيما تمكن عدد آخر من الفرار إلى مناطق جبلية بالقرب من الحدود مع الجزائر٬ وبين أنه يوجد من بين أهداف هذه المجموعة "استقطاب عناصر شبابية تتبنى الفكر المتشدد لتلقينها تدريبات عسكرية أولية نظرية وتطبيقية وتكوينها عقائديا قبل إرسالها إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة في الجزائر وليبيا". وأضاف الوزير أن من بين أهدافها أيضا إنشاء معسكرات داخل التراب التونسي من أجل القيام فيما بعد بأعمال تخريبية تحت عنوان "إحياء الجهاد وفرض الشريعة الإسلامية كما يفهمونها"٬ مشيرا إلى أنه من بين المنشآت التي كانت مستهدفة يوجد مراكز للأمن.وقال إن التحقيقات أظهرت أن الأسلحة التي كانت بحوزة هذه العناصر تم جلبها من ليبيا والجزائر وذلك الأمر بالنسبة لتمويل أنشطتهم ٬ مشيرا إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص بين التحقيق أن لهم علاقة بأحداث إرهابية سابقة في تونس من بينها أحداث منطقة الروحية (غرب العاصمة) في 2011 ومنطقة بئر علي بن خليفة بولاية صفاقس في 2012.