يظهر أن الوضع الأمني في تونس بدأ يأخذ منحى خطيرا بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها صفاقس الواقعة جنوب البلاد منذ بداية فيفري، حيث تمكنت قوات الأمن التونسية أمس من توقيف 12 تونسيا ثبت علاقتهم بتنظيم القاعدة في ليبيا، وأكد وزير الداخلية التونسي بقاء تسعة آخرين في حالة فرار بين ليبيا والجزائر، ويأتي هذا بالموازاة مع حجز كميات معتبرة من الأسلحة كانت مخبأة من قبل هذه العناصر بهدف إقامة إمارة إسلامية بتونس. أعلن وزير الداخلية التونسي علي العريض في ندوة صحفية أمس، عن تفكيك خلية لتنظيم القاعدة بالأراضي التونسية كانت تخطط لإقامة إمارة سلفية في تونس، حيث تم توقيف مجموعة منها ثبت أن عناصرها يحملون جنسيات تونسية، وتتجاوز أعمارهم ال 30 سنة، ومعظمهم بين 20 و22 سنة. وقال العريض إن هذه المعلومات جاءت طبقا لنتائج التحقيقات الجارية في أحداث المواجهات المسلحة بين مجموعة إرهابية وقوات الأمن في منطقة بئر علي بن خليفة في محافظة صفاقس مطلع فبراير الجاري، وأن نتائج التحقيقات كشفت أن تلك المجموعة التي تمت السيطرة عليها تنتمي إلى شبكة إرهابية أوسع، تم إلقاء القبض على 12 عنصرا منها والتعرف على تسعة عناصر أخرى في حالة فرار، منهم ثمانية في ليبيا وواحد يعتقد أنه في الجزائر، وأشار إلى أن أفراد الشبكة أغلبهم من الشبان حاصلون على شهادة التعليم الثانوي وتلقوا تدريبات متنوعة في معسكرات للتدريب بالأراضي الليبية، إثر انضمامهم لصفوف الثوار هناك في الانتفاضة العسكرية ضد نظام القذافي. وأوضح علي العريض أن نتائج الأبحاث التي يقوم بها القضاء العسكري التونسي أثبتت أن الشبكة لها علاقات بعناصر تنتمي إلى تنظيمات إرهابية أخرى متمركزة بليبيا منها خلايا لتنظيم القاعدة، وأوضح العريض أن محاولة تهريب الأسلحة التي تم إحباطها تأتي ضمن سلسلة من المحاولات والعمليات المماثلة هدفها تخزين الأسلحة بالأراضي التونسية لاستعمالها في الوقت المناسب في تنفيذ مشروع إقامة الإمارة السلفية، وقال الوزير أيضا إن أنشطة الشبكة التي تم تفكيكها لم تكن تنوي القيام بعمليات إرهابية محدودة أوالاعتداء على بعض الأشخاص بالذات أوبعض المنشآت، حيث كان هدفها أكبر من ذلك، وأكد الوزير التونسي أن قوات الأمن والجيش تمكنت خلال عمليات ملاحقة تهريب الأسلحة إلى تونس لاسيما من ليبيا من ضبط 34 قطعة سلاح ما بين بنادق هجومية من نوع كلاشينكوف ومسدسات مجهزة بكواتم الصوت و2275 رصاصة وكميات من العملة التونسية والأجنبية منها 62 ألف دولار، يذكر أن قوات الأمن والجيش التونسي اشتبكت يومي 1 و2 فبراير الجاري مع مجموعة مسلحة تضم ثلاثة عناصر في منطقة صفاقس قتل منهم اثنان فيما تم القبض على الثالث، ما أدى إلى الكشف عن الخلية الإرهابية وتفكيك.