جرح ستة متظاهرين في مدينة بن قردان التونسية الحدودية التي تشهد لليوم الثاني على التوالي اشتباكات بين قوات الامن ومئات المحتجين الذين يطالبون باعادة فتح نقطة عبور رئيسة الى ليبيا اغلقتها طرابلس لاسباب غير معلومة. واطلقت قوات الامن بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. ونقل عن مصدر طبي ان ستة من المحتجين اصيبوا خلال الاشتباكات. وتابع ان اغلب المدارس والمحلات التجارية في بن قردان اغلقت بسبب تواصل اعمال العنف التي بدات امس الاحد. ويطالب سكان بن قردان الذين يعيشون اساسا على التجارة مع ليبيا بفتح معبر "رأس الجدير" الذي يمثل نقطة العبور الرئيسية الى الجارة النفطية. ونقلت وكالة الانباء التونسية عن معتمد بن قردان قوله ان قرار غلق المعبر قد يكون مرتبطا بحرق سكان غاضبين شاحنة سلع ليبية بعدما قتلت في حادث سير، شاباً تونسياً باحدى طرقات ولاية القصرين. وقالت الوكالة ان السلطات الليبية ألغت العمل باجراء سابق كان يقضي باعفاء تجار بن قردان من الرسوم الجمركية على ما يشترونه من سلع من ليبيا ما لم تتجاوز قيمتها اربعة الاف جنيه ليبي نحو الفي يورو. ورجح تجار في بن قردان الغاء العمل بهذا الاجراء الى قرار اتخذته تونس مؤخرا ويقضي بفرض تصريح مسبق عند تصدير المنتجات الغذائية الى ليبيا. ونبه هؤلاء الى ان استعمال النقل البحري للسلع والبضائع بين تونس وليبيا سيتسبب في تجويع سكان بن قردان الذين يعيشون على التجارة مع ليبيا. ويقطن معتمدية بن قردان نحو 60 الف ساكن بحسب آخر احصاء للسكان. يذكر ان هذه اول مرة تشهد فيها بن قردان احتجاجات على غلق معبر راس الجدير منذ سنة 2010. وكانت المعتمدية شهدت اعمال عنف في الفترة ما بين 9 و19 آب 2010 اثر قرار نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي غلق معبر رأس الجدير وتوظيف اتاوات مالية على تحركات السلع والاشخاص القادمين من تونس. والغت ليبيا وقتئذ تلك الاجراءات بعد ارسال الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وفدا حكوميا رفيع المستوى الى ليبيا. وليبيا هي خامس شريك اقتصادي لتونس (بعد فرنسا وايطاليا وألمانيا وإسبانيا) ويبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين حوالي ملياري دولار. ويتقاسم البلدان حدودا برية مشركة تمتد على نحو 500 كيلومتر.وتنتشر على طول هذه الحدود تهريب المحروقات والسلع المختلفة وايضا المخدرات والاسلحة.