عصفت بولاية الوادي منذ نهاية بداية العقد الماضي ظاهرة صعود المياه التي أتت على الأخضر واليابس بالمنطقة وكانت وراء غور الآلاف من غيطان النخيل بالمياه الباطنية الصاعدة نتيجة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه والتي تعرف محليا بظاهرة صعود المياه، وأدت الظاهرة أمام هلاك الآلاف من أشجار النخيل بملاكها لهجرانها والتوجه للسكن في مناطق بعيدة عن هذه المياه التي كانت وقتها مصدرا للناموس وبعض الروائح الكريهة، غير أنهم تفاجأوا في السنوات القليلة الماضية بتحويل ممتلكاتهم التي ورثوها أبا عن جد الى بعض أصحاب النفوذ والجاه دون استشارتهم أو تقديم إعذارات تشعرهم بذلك .. وتأسف المنكوبون في رسالة موقعة من قبل العشرات منهم موجهة الى رئيس الجمهورية تلقت "النهار" نسخة منها من مظاهر التعسف والتظلم والكيفية التي سلبت واغتصبت بها أراضيهم من طرف أملاك الدولة، واستغربوا من الكيفية التي حولت بها أراضيهم لبعض أصحاب النفوذ والجاه التي أهديت لهم على أطباق من ذهب - حسبهم -. وأوضح هؤلاء أنهم بعدما استبشروا خيرا بعملية المسح العام للأراضي التي أطاحت ببعض المسؤولين بطرق اعتبرها هؤلاء تعسفية نتيجة عدم وجود ملكيات لغالبية الملاك كونها موروثة منذ الحقبة الاستعمارية أبا عن جد وحاولت الدولة من خلال عملية مسح الأراضي وضع حد لكثير من النزاعات التي حدثت بين المواطنين وأملاك الدولة حول أحقيتهم بهذه الأراضي البيضاء والتي تحولت لاحقا الى وجهة ثانية كانت وراء تحركات هؤلاء المنكوبين الذين راسلوا الهيئات الرسمية لإشعارهم ببعض عمليات النهب التي طالت ممتلكاتهم، حيث أشار هؤلاء في رسالتهم الى أنهم تجرعوا ويلات الظلم بنهب ممتلكاتهم دون الاكتراث لا بالسلم المدني ولا بالغليان والتذمر الشعبي من هذا الظلم ..كاشفين عن بعض العمليات التي شهدت اغتصاب أراضيهم حيث يلجأ هؤلاء إما بالتسجيل المباشر لممتلكاتهم باسم الدولة وبتواطؤ مديرية مسح الأراضي كما حصل ناحية وازيتن. ومن بين ما طلب تسجيله باسم الدولة في هذه الناحية محطة بنزين وحظائر يرجع بعضها الى بداية الثمانينيات ومزارع تعود الى العهد الاستعماري، وإما بخلق دفاتر عقارية تعسفية باسم الدولة على ممتلكات وسكنات ومزارع كما حصل في ناحية الشط والأعشاش ناهيك عن تحرير محاضر وضع اليد حديثا وبتواريخ قديمة كما حصل في ناحية تكسبت. وأبرز هؤلاء أنهم غُيِّبوا عن عملية المسح التي تم بعضها داخل المكاتب ولم يستدع إليها هؤلاء كما حصل في حي سيدي مستور المنكوب، حيث تم تسجيل ممتلكاتهم على اأها مجهولة مما سبب لهم مشاق ومعاناة كبيرة اليوم في كيفيات تسويتها بعدما طلبت منهم وثائق تعجيزية لا وجود لها في قاموس الإدارة من طرف مديرية الحفظ لعقاري التي لم تسو سوى بعض ممتلكات المحظوظين