استفاد فلاحو ولاية معسكر الناشطون في مجال إنتاج الحمضيات والزيتون من حوالي 14 مليون متر مكعب من مياه السقي المتواجدة باحتياط سدود المنطقة، والتي خصصتها وزارة الموارد المائية لهؤلاء الفلاحين في إطار حملة السقي المبرمجة لهذا الموسم مقسمة على دورتين متتاليتين، حيث انطلقت نهاية شهر جويلية المنصرم. هذه الحملة يشرف على تسييرها الديوان الوطني للسقي وصرف المياه بالتنسيق مع مديرية الري لولاية معسكر، علما أن عملية السقي تدوم 45 يوما لكل دورة أين يتم فتح سد الشرفة وسد بوحنيفية، هذا الأخير تمر مياهه عبر الوادي مرورا بسد فرقوق وعندها يتم توزيعه بانتظام. وحسب مصدر مسؤول فإن الحملة تمس كل من سهل الهبرة بالمحمدية ومنطقة سيق على مستوى مساحة إجمالية نحو 800 هكتار من أصل 8 آلاف هكتار يتسع إليها السهلين، حيث سيستفيد من هذه العملية ما يقارب 400 فلاح ينشطون في مجال الحمضيات والزيتون. في نفس السياق، سيستفيد فلاحو منطقتي حاسين والقيطنة لأول مرة من هذه الحملة، حيث خصصت لهم كمية معتبرة تمس سقي أراضي فلاحية تتربع على مساحة تفوق 170 هكتارا من الزيتون والحمضيات. وقد استبشر الفلاحون خيرا من هذه الحملة التي ستمكن إن أحسن توزيعها من الاستفادة من خدمات سدود الولاية المخصصة للسقي الفلاحي والتي يوجد بها هذا الموسم كمية كافية من المياه لاسيما سد بوحنيفية، وهو ما رهن تطلعات هؤلاء الفلاحين في تحسين مردود الإنتاج الموسم المقبل الذي سينعكس ايجابيا على تغطية الأسواق بهذه المنتجات وبالتالي يعود بالنفع على المستهلك من ناحية الجودة والثمن. بالمقابل فإنه منذ سنوات لم تصل الكمية المرجوة لأصحابها مثل هذه الحالة، وهذا نظرا للضخ غير الشرعي الذي كان يسود في ظل انعدام الرقابة، غير أن مصالح الدرك لإقليم بوحنيفية وحاسين بالتنسيق مع أعوان شرطة المياه التابعة لمديرية الري شددت الخناق على الطفيليين، حيث تقوم بحراسة ليل نهار مجرى الوادي تفاديا للضخ غير الشرعي وسرقة مياه السقي. ويبقى المشكل الوحيد المطروح في هذه القضية هو أن المياه التي يتم توزيعها انطلاقا من سد بوحنيفية لا تصل إلى أصحابها في الوقت المحدد، إلا بعد 48 ساعة وتعود الأسباب إلى الأحوال التي يتخبط فيها سد فرقوق.