كنا نلعب لقاءات البطولة منتصف النهار ودرجة الحرارة تفوق 35 وهذا لا يحدث إلا في الجزائر خرج بلال دزيري لاعب اتحاد العاصمة السابق، عن صمته وتحدث في هذا الخوار الخارج عن المألوف ل«النهار» عن يومياته خلال شهر رمضان وكيفية قضائها، مسترجعا ذكرياته لما كان لاعبا وعاد بنا إلى اللقاءات التي لعبها مع المنتخب الوطني خلال الشهر الفضيل .. كيف يقضي بلال شهر رمضان؟ بخير والحمد لله الذي يوفقني في ذلك، عموما ألازم البيت في الصباح ثم أخرج لأتسوق وأقتني بعض الحاجيات التي تطلبها الزوجة، وفي المساء أخرج لأتجول في الحي ولا أتوانى في تأدية الصلاة في المسجد، وخلال السهرة أتفرغ لعملي وأشرف على تدريبات اتحاد العاصمة. هل يؤثر عليك الصيام؟ الآن لا، عكس أيام شبابي لما كنت لاعبا، «كان يغلبني زمان» خصوصا أثناء التدريبات و للقاءات الرسمية، كما أنني لست أكولا وأكتفي بالقليل فقط. ماهو الأمر الذي يقلقك ولا ينال إعجابك في هذا الشهر؟ موت الناس من خلال حوادث المرور التي تسجّل يوميا خلال رمضان جراء السرعة المفرطة. ماهي أغرب حادثة تعرضت لها في رمضان في مشوارك الرياضي؟ أغرب حادثة تلك التي تعرض لها كل اللاعبين الجزائريين وليس دزيري وحده، أثناء برمجة لقاءات البطولة منتصف النهار وتحت درجة حرارة لا تطاق، وتفوق أحيانا 35 درجة ونحن صائمون، لا يحدث هذا إلا في الجزائر وأتذكر أننا لعبنا أمام شبيبة بجاية في بولوغين في الظهيرة أين بلغت الحرارة 36 درجة، إضافة للقاء الذي لعبته مع «الخضر» بقيادة المدرب مهداوي أمام مالي في باماكو سنة 1997 تحت حرارة جد عالية «متنا وحيينا»، وبعد الأذان جميع اللاعبين اكتفوا بشرب الماء، صدقني شربت أكثر من 4 لترات، ولم أستطع الأكل، وهناك حادثة لم تغادر ذهني لحد الآن...(يضحك). تفضل اسردها لنا.. لقاء المنتخب الوطني أمام فاسكو داغاما البرازيلي في البرازيل أين لعبنا صائمين وخسرنا ب7 أهداف كاملة جراء تأثير الصيام على اللاعبين، وأتذكر أن اللقاء كان يلعب في شوطه الثاني عندما حان وقت الإفطار و«كسرنا الصيام « على أرضية الميدان، وبعد اللقاء الكل أفرط في شرب الماء وأكل الموز فقط. هل سبق وأن أفطرت في رمضان بطلب من المدرب؟ في حياتي لم أنوي الإفطار بسبب مقابلة والحمد لله، أتذكر سنة احترافي في فرنسا 99- 2000 مع سيدان طلب مني المدرب الإفطار في رمضان لكنني رفضت وصمت بشكل عادي ولم أتعرض لأي مشاكل. من هو اللاعب أو المدرب الذي كنت لا تتفاهم معه مطلقا في رمضان؟ الكل كان يحب بلال ويريد أن يثير أعصابي سواء مع اتحاد العاصمة أو المنتخب الوطني لعلمهم أنني سريع وكثير النرفزة. ماهي أسوأ ذكرى لك في مشوارك وأنت صائم؟ أسوأ ذكرى لقاء الجزائر أمام مالي الذي لعبناه في باماكو، أتذكر أن أحدا من رجال الجيش المالي «عسكري» نزل لأرضية الميدان ومن دون سابق إنذار ضرب المدرب مهداوي أمام أعين الجميع، «كل اللاعبين غاضهم الحال» وأنا واحد منهم تأثرت بعد أن رأيته يتعرض للإهانة. ما هو الشيء الذي يميزك في رمضان عن باقي أيام السنة؟ الاجتهاد في العبادة، فتجدني أؤدي الصلوات في المسجد وأذكر الله وأقرأ القرآن، وهذا هو الأمر الإيجابي الذي يميزني في رمضان، لا يخفى على أحد أن هناك من لا يقرأ القرآن طيلة 11 شهرا، وفي رمضان تجده يواضب على ذلك والحمد لله هذا هو شهر الرحمة والمغفرة. هل تساعد العائلة في تحضير الفطور وماهو طبقك المفضل؟ أحيانا أساعد الزوجة في تحضير مائدة الإفطار وليس الأكل، لأنني أضع كامل ثقتي فيها من أجل تحضير الفطور، لا أملك طبقا مفضلا، كل ما تحضره زوجتي أتقبله بصدر رحب. كيف تكون ساعة قبل الإفطار وأثناء السحور؟ ساعة قبل الإفطار أكون دائما خارج المنزل ولا أدخل سوى دقائق قبل الأذان، وفي السحور لا أنام بل أقضي ليالي بيضاء حتى أتسحر وأصلي الفجر. أجمل مقابلة اديتها في رمضان؟ خضت العديد من اللقاءات الممتازة في رمضان لكني لا أتذكر واحدا معينا. أمنية أردت تحقيقيها وفعلت، وأخرى لم تحققها لحد الآن؟ الحمد لله كل شيء حققته ووصلت إليه بفضل الله، عملت بجد وآمنت بقدر الله فنجحت وأنا راضي عن مشواري الكروي والشخصي لحد الآن.