أثار تراجع الإخوان عن مخطط العنف الذى كان من المفترض حدوثه فى ساحات صلاة العيد أمس فى القاهرة والمحافظات، وتجنب قطاعات كبيرة من الجماعة الصلاة فى هذه الأماكن التى اعتادوا لسنوات طويلة حتى فى عصر مبارك تنظيم الصلاة فيها، عديدا من التساؤلات حول أسباب هذا التراجع، خصوصا أن الجماعة تجنبت الصلاة فى ساحات اشتهرت بالسيطرة عليها طوال سنوات طويلة مثل مصطفى محمود بالمهندسين، والاستاد بالمنصورة، وصولا إلى عدم ظهور الجماعة فى تجمعات كبيرة فى ساحات الصلاة بالمحافظات كما هو معتاد.خبراء أمنيون أكدوا أن التراجع ليس خوفا وإنما هو تراجع تكتيكى مخطط للظهور بشكل سلمى قبل فض الاعتصام ليثبتوا للعالم أن الداخلية انقضت على متظاهرين سلميين.العميد محمود قطرى الخبير الأمنى قال ل«الدستور الأصلي» إن تراجع الإخوان عن العنف أمس وتجنبهم الاحتكاك بالمواطنين ليس خوفا وليس تراجعا عن سياسة العنف، وإنما هو تراجع تكتيكى ومخطط قبل أن تنفذ وزارة الداخلية قرار فض الاعتصام حتى يظهروا أمام عدسات التصوير والرأى العام أنهم سلميون. مضيفا أنهم يريدون تغيير سياسة العنف التى انتهجوها من قبل لعنف آخر محترف، مؤكدا ضرورة أن لا تنخدع الشرطة بهذا التكتيك، وتعلم جيدا أن هذه السلمية لا تعنى نسيان الجثث المعذبة التى خرجت من رابعة، وأنه يجب محاسبة كل من يحمل سلاحا وكل من شارك فى العنف.اللواء إبراهيم حمودة الخبير الأمنى قال ل«الدستور الأصلي» إن الإخوان بدؤوا فى خط التراجع لأنهم يعلمون جيدا أن الشرطة والجيش قد استنفدوا جميع الوسائل السلمية. مضيفا أنهم أصبحوا يخشون مواجهة الشعب فهم يعلمون جيدا أن محاولة استخدام العنف فى ساحات الصلاة وفى أول أيام عيد الفطر لن تجدى، لأن من سيتصدى لهم هم المواطنون. مؤكدا أن تراجعهم قد يكون تكتيكا منهم لأنهم أثبتوا أنهم على قدر عال من التدريب والتخطيط، كما أنهم دائما ما يلجؤون إلى الخارج للاستقواء به.أما القيادى السابق بالإخوان ثروت الخرباوى فقال ل«الدستور الأصلي»، إن الجماعة كانت تراهن على أن هناك عددا كبيرا من المصريين سيشاركونهم فى احتلال الميادين والساحات عقب صلاة العيد، حتى يبدو المشهد كأن الشعب المصرى يدعم مرسى فعلا، موضحا أن الشعب أفسد عليهم المسألة. وأكد سوء تقديرهم وانحدار شعبيتهم حتى داخل أوساط المتدينين، بسبب تصاعد لغة العنف منهم أعلى منصة رابعة، مشيرا إلى أن الشعب كان يحتفظ للإخوان بمكانة باعتبارهم لا يميلون للعنف، ولما اتضح عنفهم انتهى تأثير الإخوان تماما من الشارع. وتابع الخرباوى: «أعتقد أنه فى خلال أيام سيتم فض الاعتصامات وبعدها ستلجأ الجماعة لمسائل العنف، مثلما يحدث فى العراق»، موضحا أن المخطط الأول لهم أنهم سيضربون الكنائس والمساجد لإعطاء انطباع بأن الحرب فى مصر هى حرب طائفية.