المتر المربع الواحد ب 40 مليون سنتيم أجمع العديد من أصحاب الوكالات العقارية، أمس، في لقاء لهم ب "النهار" على ارتفاع أسعار العقارات، خاصة في المدن الكبرى والتجمعات السكانية، في الوقت الذي سجلت فيه العاصمة أعلى نسبة من الارتفاع الذي مس سعر العقارات في الجزائر. المشكل الذي طرحه أصحاب الوكالات العقارية خلال الجولة التي قامت بها "النهار" قصد الوقوف على الارتفاع المذهل للعقار خلال هذه السنة، فيما أكد العديد منهم أن السبب يكمن في الانفجار الديموغرافي والطلب المتزايد على العقار، خاصة في العاصمة خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا بفعل عدة عوامل؛ منها ظاهرة الإرهاب والسنوات العصيبة التي شهدتها الجزائر، بالإضافة إلى انعدام فرص العمل خارج المدن الكبرى، مؤكدين أن العقار في الجزائر العاصمة وصل إلى مبالغ خيالية تفوق القدرة الشرائية للمواطن العادي. العاصمة مقسّمة إلى مناطق عقارية والسعر يحدّده صاحب العقار... ورقابة الدولة أصبحت أمرا ضروريا أكد صاحب وكالة عقارية "مسافر يوسف" بالجزائر العاصمة، أن أسعار الشقق والفيلات ارتفعت خلال السنتين الماضيتين إلى أكثر من 200 بالمائة؛ حيث وصلت بعض الفيلات إلى أسعار خيالية في منطقة بير خادم، حيدرة، دالي إبراهيم، الشراڤة وبن عكنون التي تعتبر المنطقة العقارية الأولى، والتي تصل فيها الأسعار الشقق والفيلات إلى مبالغ ضخمة جدا لا يمكن تصوّرها. وأكد ذات المتحدث أن شقة ذات ثلاث غرف في بلدية ڤاريدي في سنوات التسعينات، كانت لا تزيد عن 160 مليون سنتيم، في الوقت الذي تباع اليوم بسعر مليار و600 مليون سنتيم في نفس المنطقة، في الوقت الذي يتراوح سعر الشقة في بلدية عين النعجة ما بين 600 مليون سنتيم و800 مليون سنتيم، حسب الطابق والجهة التي تتواجد بها الشقة. فيما أكد ذات المصدر أن العقار في الجزائر يشهد حالة من الفوضى والتسيير اللاعقلاني، مطالبا بتدخّل المسؤولين بدل التفرج على الوضعية التي آل إليها العقار في الجزائر بسبب المضاربة . وتعتبر كل من بلديات بني مسوس، أولاد فايت، بابا حسن والناطق الأخرى المجاورة لها، المناطق المطلوبة رقم 2، فيما صنف أصحاب الوكالات العقارية المناطق التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 50 كلم كمنطقة ثالثة لا تستقطب الكثير من المواطنين، نظرا لبعدها عن العاصمة، كعين طاية والرغاية والرويبة، التي وصل فيها سعر الشقة إلى 500 مليون سنتيم و600 مليون سنتيم كأحد أقصى. الشقق والفيلات في العاصمة... لمن استطاع إليها سبيلا، وقطعة الأرض حلم منشود أكد العديد من أصحاب الوكالات العقارية الموجودة في العاصمة، وخاصة منطقة بير خادم، أن المواطنين البسطاء أصبحوا غير قادرين على شراء شقق أو فيلات بسبب أسعارها المرتفعة، والتي أضحت تتحكم فيها المضاربة في ظل غياب رقابة قانونية على تجار العقارات، في الوقت الذي أكد صاحب الوكالة العقارية "قوزيم" ببير خادم أن الشقق في منطقة بن عكنون والشراڤة ودالي إبراهيم وصل سعرها إلى حوالي مليار و300 مليون سنتيم بالنسبة للشقة ذات الثلاث غرف، في الوقت الذي وصلت فيه في منطقة بير خادم وبن عكنون مليار و700 مليون. أما عن الشقق ذات الأربع غرف، فقد وصل سعرها إلى 2 مليار سنتيم، في الوقت الذي يزيد فيه الطلب على شراء الشقق في فصل الصيف في منطقة العاصمة نظرا للنزوح الكبير من المناطق الداخلية، حسب ما صرح به أصحاب الوكالات العقارية. وفي سياق ذي صلة، قال ذات المتحدث أن سعر الفيلات وصل إلى حد لا يتصوّره العقل ولا يقدر عليه المواطن البسيط، وتتراوح الفيلا في المنطقة الأولى للعقار بين 5 ملايير إلى أكثر من 20 مليار سنتيم. أما عن القطع الأرضية، فتبقى حلما منشودا. وإذا وجدت، تكون بمبالغ مرتفعة جدا، في الوقت الذي وصل فيه المتر المربع في منطقة حيدرة مثلا إلى 40 مليون سنتيم. أما في باقي المناطق، فيتراوح بين 2 مليون سنتيم إلى 15 مليون سنتيم، مؤكدا أن قطعة الأرض في بلدية الشراڤة وصل ثمنها إلى حوالي 13 مليون سنتيم، فيما قال إن المناطق الساحلية اليوم باتت لا تتوفر حتى للكراء وأصبحت محجوزة لأصحاب المراكز والنفوذ.