تستورد الجزائر أكثر من 60 بالمائة من مواد البناء المستعملة في التزيين والتي تأتي غالبيتها من الدول المتوسطية، على غرار إسبانيا إيطاليا وتونس. في حين لا تساهم الجزائر إلا ب35 بالمائة في توفير ما تتطلبه السوق. وأفادت مصادر مؤكدة من الديوان الوطني للإحصاء ل"النهار" أن الجزائر عاجزة عن تلبية متطلبات السوق في مجال مواد البناء الخاصة بالديكور، إذ لا تنتج إلا 35 بالمائة مما تستهلكه مقاولات البناء بالجزائر، في الوقت الذي تستورد أكثر من 60 بالمائة من الخارج لتغطية الطلب الكبير عليها، خاصة من طرف الخواص، الشيء الذي ساهم في الارتفاع الفاحش لأسعارها خاصة أمام الجودة العالية التي تظهر بها المنتجات الأوروبية على وجه الخصوص، منها الإسبانية التي تعد أكثر المنتجات استهلاكا، حسب ما أفاد به المستوردين وأصحاب المحلات الكبرى المتخصصة في بيعها. وعن الأسعار التي تباع بها هذه المواد، قال أصحاب المحلات الذين التقتهم "النهار" إنها تصل إلى 7000 دج للمتر المربع من الرخام وكذا البلاط المستعمل في إنشاء الأرضية (دال دوصول) كما قد تتجاوز هذا السعر حسب نوعية المادة وجودة صناعتها، بالنسبة للمستوردة منها. في حين يصل المتر المربع من تلك التي تلصق بالحائط (الفايونص) إلى 2500 دج، في الوقت الذي يباع فيه الغرانيت الجزائري ب450 دج على الأكثر، إلا أنه لا يجد أي إقبال لرداءته وانعدام الدقة في قياساته التي تعطي عمل غير متقن فيما بعد. وعن المنتجات التونسية في هذا المجال، قال أصحاب الاختصاص إنها ذات نوعية وتنافسية أيضا من حيث السعر، إذ لا يتعدى سعر المتر المربع منها 800 أو 900 دج. وصرح بعض أصحاب الفيلات والبنايات الخاصة أن تجهيز مطبخ واحد قد يتجاوز 80 مليون سنتيم في حالة اختيار أفضل أنواع مواد البناء المستعملة في التزيين والديكور المستوردة من الخارج. في حين لا تكلف في حالة استخدام المنتوج الجزائري أكثر من 10 مليون سنتيم. أما عن طابق كامل فقد تصل تكلفة تجهيزه إلى 200 مليون سنتيم على أساس أن المطبخ والمرش هما أغلى شيء يتم إنجازه بكل طابق لطبيعة المادة التي تستعمل في إنجازهما. للإشارة يتعلق الأمر فقط بمواد التزيين دون مواد البناء الأخرى من آجر، إسمنت وحديد.