يواصل المواطنون من البدو الرحل والقاطنين بالمناطق النائية هذا الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم في إطار الإنتخابات الرئاسية ليوم 17 أبريل الجاري. وتتواصل العملية الإنتخابية التي انطلقت صباح هذا اليوم في ظروف عادية على مستوى 35 مكتب اقتراع متنقل التي جرى بها تقديم عملية التصويت لمدة 48 ساعة والتي شملت مناطق بولايات الوادي والنعامة وبشار و أدرار حيث سخرت كافة الشروط المادية والتنظيمية لتمكين الناخبين من اختيار أحد المترشحين الست الذي سيقود البلد خلال العهدة الرئاسية القادمة. فبولاية النعامة تجوب قوافل 19 مكتبا متنقلا المناطق النائية والمساحة الشاسعة لسهوب وصحراء هذه الولاية التي تتميز بصعوبة مسالكها . وسجل توافد للناخبين على مستوى المكتب رقم 15 الخاص بمنطقة عقلة البكاكرة بالناحية التابعة لبلدية النعامة التي تتجمع بها خيم البدو الرحل والذي يحصي هيئة ناخبة تعدادها 682 مسجلا . ولوحظ عبر هذا التجمع لخيم المربين إقبال من لدن القرويين ومربي الماشية وعائلاتهم الذين كانوا في الموعد ينتظرون حتى قبل وصول صندوق الإقتراع بسبب الأجواء المناخية الملائمة كما لاحظ صحفي (وأج) بعين المكان. وستستمر هذه القافلة الإنتخابية في تنقلاتها بين عائلات المربين بمناطق حجرات الطوال و مسيف والسويقة لتمكين الناخبين هنالك من أداء واجبهم الإنتخابي كما أوضح المشرفون على هذه العملية. وعبرت الحاجة ذهبية بعد أداء واجبها بذات المكتب المتنقل والتي لم يمنعها سنها المتقدم ولا صعوبة مشيتها من الحضور في الموعد و الإدلاء بصوتها عن "الفرحة التي تنتابها وهي تشارك في اختيار رئيس البلاد معربة عن أملها "أن تعيش الجزائر في كنف الإستقرار و الخير وأن يعود الإنتخاب بالفائدة على مواطني ذه المنطقة من الوطن". و من جهته عبرعمي لزغم في العقد الخامس وهو أحد المربين بهذه المنطقة البدوية والذي اصطحب كافة أفراد عائلته في شاحنته إلى هذا المكتب المتنقل عن تطلعه في أن يترسخ حب الوطن في الأجيال الصاعدة وينجح "هذا العرس الوطني" -على حد وصفه --. و أعرب عن أمله في أن يتكفل الرئيس المقبل للجزائر بانشغالات سكان المناطق النائية و خاصة منها الحدودية و يلتفت "لمعاناة الفئات الهشة من المجتمع." نفس الأجواء تعيشها 7 مكاتب متنقلة التي خصصت لفائدة الناخبين من البدو الرحل بمناطق تانزروفت بدائرة برج باجي مختار الحدودية التي تضم بلديتي مقر الدائرة وتيمياوين . وفي هذا السياق أعرب السيد عقبة كنته الشيخ (50 سنة ) ل (وأج) بعد أن أدلى بصوته عن "أمله " في أن يكون هذا الإستحقاق الرئاسي "قاطرة تسلك بها الجزائر نحو مزيد من الرقي و التطور" و"تحسين ظروف معيشة المواطنين خاصة البدو الرحل ودعم نشاطهم الرعوي." وبدوره أبدى غنامي عمر بن أحمد (54 سنة) "ارتياحه " لظروف سير العملية الإنتخابية التي مكنته من أداء واجبه مما عزز لديه الشعور بالمواطنة وهو يشارك في صنع مستقبل الجزائر . للتذكير فقد كانت قوافل هذه المكاتب المتنقلة قد انطلقت في وقت مبكر من صباح ذات اليوم نحو المناطق النائية التي يتواجد بها الناخبون من البدو الرحل والمتناثرة عبر أقاليم تلك الولايات حيث ستواصل مهمتها إلى غاية يوم بعد غد الخميس.