اعتبر وزير الدولة السوداني للإرشاد والأوقاف محمد مصطفى الياقوتي مساء اليوم الأحد بوهران أن التراث الفقهي للمذاهب الأربعة يضم نموذجا مثاليا للديمقراطية واحترام الرأي والرأي الأخر. وذكر الدكتور الياقوتي وهو رئيس المجلس الأعلى للشريعة الإسلامية للسودان في تصريح عقب تنشيطه لمحاضرة بمقر الزاوية البلقائدية الهبرية بوهران في إطار الطبعة التاسعة لسلسلة الدروس المحمدية أن "التراث الفقهي للمذاهب الأربعة يحتوي على زخم هائل من نماذج صالحة في كل زمان لإدارة إشكالات تطرح على المجتمع الإنساني على غرار التعامل في كنف الديمقراطية".فقه المذاهب الأربعة أسس ثقافة الاختلاف والتعامل مع تنوع وجهات النظر لأنه بالرغم من اختلاف أئمة المذاهب في عدد من القضايا التشريعية إلا أنهم اجتهدوا في احترام الرأي والرأي الأخر والحيلولة دون مصادرته حتى أنهم كانوا يرجون بركة بعضهم البعض في هذا الاختلاف" يضيف الوزير السوداني الذي ألقى محاضرة عنوانها ضرورة الاجتهاد ورفعت منزلته". وأضاف أن "الأئمة الأربعة ورثوا لنا فقها في قمة التوافقية وتراثا يحفظ أدب الاختلاف والاحترام وهي معضلة من أكبر معضلات عصرنا هذا الذي بات فيه البعض يكفر فيه الناس ويقاتل فيه الأخرين بمجرد اختلاف في قضايا فرعية". كما ذكر أن تراث الأئمة الأربعة يضم تدريب في ممارسة السياسة والتعامل بالنسبية وعدم التشدد وثقافة إرساء السلام والوئام ونبذ الفرقة. ويرى المحاضر أيضا أن الدارسين بدقة لفقه المذاهب الأربعة يجدون حلول كثيرة يمكن الاستفادة منها في حل الإشكالات الراهنة على غرار حقوق الانسان والتكفل بالضعفاء ومساعدة الفقراء وتكريس المساواة والعدل. وقد تطرق الوزير السوداني في مداخلته أمام جمع من الفقهاء والباحثين في علوم الشريعة الإسلامية الى عدد من الشروط التي يستوجب على المجتهدين جمعها الى جانب ضرورة الاجتهاد وأهميته في خدمة المجتمع. يذكر أن هذه الطبعة من سلسلة الدروس المحمدية التي تحتضنها الزاوية البلقائدية الهبرية الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف تتواصل وسط مشاركة واسعة من ممثلي عدة بلدان عربية.