سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حجاج يبيتون في فنادق تنعدم بها ضروريات الحياة وآخرون يفضلون المبيت في العراء مسنون يصعدون 12 طابقا يوميا والمراحيض لا يفصلها عن المطبخ سوى ورق أليمنيوم
* فوضى وشجارات بين ضيوف الرحمان نتيجة تغليطهم في أداء المناسك * أبدى أكثر من 300 حاج جزائري يقيمون بفندق "منبع زمزم" بشارع الهجرة بمكة المكرمة، استياءهم الكبير من الظروف التي يعيشونها بالفندق، باعتباره لا يحتوي أدنى ظروف الحياة، من مراحيض أو حمامات، ناهيك عن المصاعد التي أرهقت الحجاج المسنين الذين يضطرون لصعود أكثر من 12 طابقا يوميا. وما زاد الأمر تعقيدا وقوع عدد من الحجاج في خطأ الإحرام قبل الأوان، نتيجة تغليطهم من أحد المرشدين، ما أحدث فوضى وتذبذبا وسط الحجاج وصل إلى حد المشادات. * عبّر عدد من الحجاج المقيمين بفندق "منبع زمزم" بشارع الهجرة بمكة المكرمة في اتصال مع "النهار" عن استيائهم الكبير من حال الفندق الذي نزلوا به، والذي قالوا عنه إنه يفتقر إلى أدنى شروط الحياة من مراحيض وحمامات، إضافة إلى عدم احتوائه أماكن يغتسل بها الحجاج. وما زاد من معاناة الحجاج في هذا الفندق الذي لم تمسّه إصلاحات الحملة التي قامت بها السلطات السعودية ومنظمي الحج، هو افتقاره للمصاعد الكهربائية التي تكون معطلة في غالب الأحيان، وهو ما زاد الطين بلّة، خاصة وأن غالبية الحجاج مسنين، إلى جانب المصابين بأمراض مزمنة. * ونقل ممثل الحجاج المقيمين بالفندق معاناتهم من الاكتظاظ، إذ تحتوي الغرفة الواحدة به على أربعة أشخاص، وقال المتحدث إنه عاد لتوه من فحص طبي بعد أن أصيب بأزمة نتيجة استعمال المكيفات الهوائية بصفة عشوائية. من جانب آخر، تحدث حاج اتصل ب "النهار" لنقل انشغالاته عن الصعوبات التي واجهوها في النقل وأثناء نزولهم بالأراضي السعودية، نتيجة تخصيص السلطات حافلات جد قديمة، كما طرح مشكلة الإرشاد التي اعتبرها أزمة كارثية، وحسبه فإن عددا كبيرا من الحجاج وقعوا في الخطأ أثناء أداء بعض الشعائر الدينية من قبل أحد المرشدين، حيث نصحهم بالقيام بالإحرام في غير ميقاته، وهو الأمر الذي نتج عنه -حسب محدثنا- فوضى عارمة، وتذبذبا وسط الحجاج أدى إلى وقوع شجارات بين الحجاج، خاصة وأن الشرع يسبّق التحلل قبل الإحرام. وقال المتحدث إنه كان على مسؤولي البعثة من ديوان الحج والعمرة، أن يعينوا حاجا عارفا من بين الحجاج الجزائريين ليقوم بإرشادهم لأنه يكون أقرب إليهم من غيره. وذكر الحاج وجود العديد من حالات التيه والمرض، إلا أنه قال إن أحسن ما قام به مسؤولو البعثة الجزائرية هو إيفاد عناصر الحماية المدنية ببذلاتهم الصفراء والتي ساعدت على تعرف الجزائريين عليهم، ما جنّبهم الكثير من حالات التيه والمعاناة، لاسيمّا المرضى منهم. وإضافة إلى كل هذه المشاكل والصعوبات، كان أكثر من 200 حاج -أغلبهم مسنون- رفضوا الدخول إلى فندق يتواجد في آخر شارع المسفلة، بسبب انعدامه لأدنى ظروف الحياة، واختاروا المبيت في العراء على وقع الروائح الكريهة التي يحتويها ذلك الفندق، وبيوت الخلاء الجماعية التي لا يفصلها عن المطبخ سوى واقٍ من الألمنيوم.