يسود العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الاثنين هدوء حذر مع انتشار نقاط تفتيش وتواجد كثيف لمسلحي الحوثيين في الشوارع الرئيسية وأمام المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية وذلك غداة سيطرة هؤلاء على مناطق واسعة من المدينة واقتحامهم لمقار المؤسسات السيادية للدولة اليمنية دون مقاومة من أفراد الأمن والجيش المكلفين بحراسة هذه المقار. ووفقا لمصادر إعلامية يمنية فقد واصلت الشرطة العسكرية اليوم استلام كافة المباني الحكومية التي سيطر عليها أمس مسلحو جماعة (أنصار الله) خلال زحفهم على المدينة مشيرة إلى أن استلام الشرطة العسكرية لهذه المباني الذي يجري تحت إشراف وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد جاء بطلب من الجماعة بهدف "الحفاظ على كافة محتويات تلك المباني وضمان عدم تعرضها للعبث أو التلف أو النهب". وكان وزير الداخلية اليمني اللواء عبده حسين الترب المحسوب على حزب (الإصلاح) الإسلامي المشارك في حكومة الوفاق الوطني المستقيلة قد وجه كافة منتسبي الوزارة "بعدم الاحتكاك مع أنصار الله أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية ... واعتبار (أنصار الله) أصدقاء للشرطة. ورغم ذلك أفادت مواقع إخبارية يمنية اليوم بقيام مسلحي الحوثي باقتحام ونهب منازل لبعض أعدائهم المعلنين مثل اللواء علي محسن الأحمر المستشار الأمني والعسكري للرئيس اليمني والشيخ حميد الأحمر النائب البرلماني ورجل الأعمال المعروف المنتمي لحزب (الاصلاح) وأيضا الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام (حزب الاصلاح). وعلى صعيد آخر دعا بيان لوزارة الدفاع منتسبي القوات المسلحة قادة وضباطا وجنودا ل" تحمل مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في هذه اللحظة الفارقة من حياة الشعب اليمني... وأن يلتزموا بالانضباط العسكري والقوانين العسكرية وبواجباتهم الوطنية في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وفي التصدي لأي عبث أو تخريب مع التواجد في وحداتهم العسكرية". وكان الحوثيون قد وقعوا مساء أمس مع ممثلي الرئاسة وباقي الأحزاب السياسية اليمنية اتفاقا للسلام برعاية الأممالمتحدة ينص خصوصا على تشكيل حكومة جديدة ووقف إطلاق النار إلا أنهم امتنعوا عن التوقيع على الملحق الأمني لهذا الاتفاق كونه يلزمهم بجملة بنود منها سحب قواتهم من صنعاء وتسليم مدينة عمران والأسلحة الثقيلة للدولة ووقف الحرب في محافظتي مأرب والجوف.