تصاعدت حدة التوتر في اليمن بعد مقتل زعيم قبلي في اشتباكات اندلعت الثلاثاء بين محتجين يطالبون باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح وبين أنصاره. وقد انضم عدد من رجال القبائل في اليمن إلى المعتصمين فيما أصبح يعرف بساحة التغيير وسط صنعاء. ويصر المعتصمون على الاستمرار في مظاهراتهم السلمية إلى أن يرحل نظام الحكم القائم. وقال مسؤولون محليون إن الزعيم القبلي ناجي نسم الذي كان يؤيد حزب الإصلاح الإسلامي المعارض قتل بالرصاص خلال مظاهرة في محافظة الجوف في شمال البلاد. وكان ثمانية متظاهرين على الأقل وثلاثة جنود قد قتلوا منذ يوم السبت في صدامات مماثلة ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لقتلى الاضطرابات إلى ما يقرب من أربعين. وأوضح حزب الإصلاح المعارض في موقعه على الإنترنت أن مسلحين أشعلوا النار في مقره المحلي في محافظة الحديدة وهاجموا العاملين في المبنى فأصابوا خمسة أشخاص، اثنان منهم جروحهما خطيرة. وحمل الحزب الموالين لصالح المسؤولية عن الحادث. وفي السياق ذاته، نفى مصدر مسؤول ما تردد عن سقوط محافظة الجوف بأيدي المحتجين. ونقلت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني عن المصدر قوله إن "عناصر مسلحة من الحوثيين وأحزاب اللقاء المشترك قاموا بمحاولة اقتحام المجمع الحكومي ومبنى البنك المركزي غير أن أفراد الحراسة تصدوا لهم ومنعوهم من القيام بأعمال السلب والنهب التي كانوا يخططون لتنفيذها". وطالب المصدر الحوثي وأحزاب اللقاء المشترك بالانسحاب من أمام المجمع الحكومي وحملهم المسؤولية الكاملة عن "أي عمل طائش أو متهور قد تقدم عليه العناصر المسلحة". من جهة ثانية، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن مسؤولي جامعة صنعاء أجلوا بدء الفصل الدراسي الثاني إلى موعد غير محدد، على خلفية مواجهات دامية استمرت على مدى أسابيع بين المحتجين المعتصمين أمام الجامعة وبين الشرطة والموالين لصالح. وقالت وسائل الإعلام الرسمية -دون أن تذكر تفاصيل- إن وزارة الداخلية عزلت قائد قوات الأمن في عدن بجنوب البلاد. يأتي ذلك في حين تشهد معظم المحافظات اليمنية مظاهرات شبه يومية تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح بعد حكم دام أكثر من ثلاثة عقود. وقد أعلن وزير الأوقاف اليمني، حمود الهتار، الثلاثاء، استقالته من منصبه الوزاري ومن منصبه في الحزب الحاكم احتجاجا على ما اسماه قمع المتظاهرين والاستبداد. وعزا الوزير المستقيل في مقابلة مع قناة الجزيرة أسباب استقالته إلى خروج حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن عن ميثاق العمل الوطني، وتهميش أعضائه في أهم القضايا التي تهم الوطن، ووصول الحوار مع المعارضة إلى طريق مسدود، ومشاركة عدد من أعضائه -رغم قلتهم كما يقول- في قمع المعتصمين. واعترف الهتار بأن توالي استقالات المسؤولين بالدولة سيؤثر بلا شك على أداء حزب المؤتمر الشعبي العام ويجعله يعود إلى طاولة الحوار، مشيرا إلى أنه مازال في الوقت متسع للحزب الحكم والمعارضة كي يتحاورا لتجنيب البلاد مغبة "الدخول في نفق مظلم". في غضون ذلك، انضم عدد من رجال القبائل إلى المعتصمين، فيما أصبح يعرف بساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء، وهو ما رفع من معنويات المعتصمين الذين يصرون على الاستمرار في مظاهراتهم الاحتجاجية السلمية حتى رحيل النظام القائم. في هذه الأثناء تتواصل الاعتصامات في صنعاء وفي مخيمات المنصورة ومدينة الشعب والمعلا وكريتر والشيخ عثمان بمحافظة عدن وعتق بمحافظة شبوة، وهي الاعتصامات التي تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح.