يواجه المنتخب الجزائري اليوم شقيقه القطري وديا بملعب لخويا في مباراة تحضيرية هامة للناخب الوطني كريستيان غوركيف، من أجل إعادة ترتيب المجموعة عقب الإقصاء المر في المشاركة الأخيرة للخضر بكأس أمم إفريقيا التي احتضنتها غينيا الاستوائية شهر جانفي الفارط، والمشاكل الدفاعية التي ظهرت على المنتخب الوطني بالإضافة إلى البحث عن تنسيق أحسن وفعالية أكبر في التنشيط الهجومي وتسجيل الأهداف. ويبحث المدرب السابق لنادي لوريان الفرنسي عن توليفة جديدة وبعث روح جديد في المجموعة خاصة بعد استدعائه للمحلين من أجل منحهم فرصة تدعيم القاطرة الخلفية بعد اعتزال القائد بوڤرة وعدم اقتناع غوركيف بمردود المدافعين خلال «الكان»، وستكون مباراة قطر مناسبة لتحضير الورشة الجديدة. نحو مواجهة «العنابي» بالأساسيين ومنح الجدد الفرصة عبر مراحل من المرتقب أن يعتمد غوركيف في مباراة اليوم على التشكيلة الأساسية التي لن تعرف تغييرات مقارنة بالتي شاركت في كأس أمم إفريقيا 2015، فيما سيكون الحارس عز الدين دوخة في حراسة المرمى، كما وجد غوركيف نفسه مجبرا على الاعتماد على المحترفين بطلب من القطريين الذي يراهنون على مواجهة نجوم «الخضر» تحضيرا للاستحقاقات القادمة، خاصة بعد سقوطهم المدوي في كأس آسيا الأخيرة، رغم تتويجهم بالخليجي من قبل، وسيمنح الناخب الوطني كريستيان غوركيف الفرصة للجدد عبر مراحل، فيما ستكون الفرصة أكبر في ثاني لقاء لهم أمام منتخب عمان خاصة في المحور الذي يركز عليه كثيرا بحثا عن لاعب يقنعه ويرى فيه المواصفات والمؤهلات التي تسمح له بتكوين جدار خلفي قوي ومتماسك أكثر. قطر في المركز 109 عالميا لكن تملك مجموعة شابة وعنيدة رغم أن الكثير يجمع أن المنتخب القطري ليس من العيار الثقيل، حيث كان يفضل البعض خوض «الخضر» لمباراة ودية أمام منتخب أوروبي كبير من أجل أكثر احتكاك وأكثر خبرة للمواعيد القادمة إلا أن المنتخب العنابي يملك لاعبين شبانا وتشكيلة عنيدة بمدرب طموح يمكن له أن يكون خصما جيدا خاصة رغم مرتبته المتأخرة في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا 109 مقارنة ب«الخضر» في المركز 18 عالميا. فرصة لا تعوض للمحليين للتأكيد من دون شك أن مباراتي قطروعمان فرصة ثمينة ولا تعوض للاعبين المحليين من أجل الدفاع عن حظوظهم في التواجد مستقبلا في تشكيلة «الخضر»، خاصة لمن يضع فيه الناخب الوطني الثقة مبكرا في مباراة اليوم، لأن ذلك يعني أنه يعول عليه ليكون من خياراته المستقبلية وهي فرصة يجب استغلالها بشكل كبير على شاكلة بلعمري وشافعي في الدفاع وبلايلي في التنشيط الهجومي، حيث يملك الثلاثي حظوظا وفيرة ومؤهلات تسمح له ببعث بصيص أمل للتواجد المحلي في المنتخب الوطني مستقبلا. العنابي يبحث عن الفوز لتحسين ترتيبه لتفادي قرعة صعبة في تصفيات المونديبال رغم أن الجميع يبحث عن الفوز بأي مباراة، سواء كانت رسمية أو ودية، إلا أن ما سيجعل لقاء اليوم مفيدا ل«الخضر» هو أن القطريين سيبحثون عن فرصة للبروز أمام منتخب مونديالي ونجوم يلعبون في فرق عالمية، على غرار براهيمي وفيغولي وبن طالب وغولام، وأيضا من أجل كسب فوز لضمان نقاط هامة بحثا عن أمل لتحسين مركزهم في ترتيب «الفيفا» لتفادي قرعة صعبة يوم 14 أفريل القادم بالعاصمة الماليزية كوالا لامبور تحسبا للدور الثاني من التصفيات المشتركة لكأسي العالم 2018 وآسيا 2019، خاصة وأنه سيتم الاعتماد على ترتيب «الفيفا» خلال عملية سحب القرعة وتعيين رؤوس المجموعات، فيما لن يستفيد «الخضر» في كل الأحوال، حيث من المرتقب أن يتراجع في ترتيب شهر مارس المنتظر يوم 12 منه. غوركيف مطالب بإقناع الجزائريين ببالنتيجة والأداء سيجد المدرب الفرنسي نفسه رغم طابع المباراة الودي مجبرا على دفع لاعبيه إلى تطبيق نسق قوي وفرض السيطرة على المنافس وتقديم مردود قوي ونتيجة كبيرة من أجل بعث أمل في نفوس الجماهير الجزائرية التي لم تتجرع بعد مرارة الإقصاء من «الكان»، بعد أن كانت تمني النفس ببلوغ النهائي على الأقل، ولن يطول صبر الجماهير كثيرا في المستقبل مع اقتراب المواعيد الهامة ويترقبون ظهور بوادر تطمئنهم على أن العمل في تطور والثمار يمكن جنيها مستقبلا. نحو إشراك شافعي وغزال أساسيين في مواجهة اليوم يتجه الناخب الوطني إلى الاعتماد على بعض الأوجه الجديدة أساسية في مباراة اليوم، حيث سيعتمد بنسبة كبيرة على خدمات شافعي في محور الدفاع إلى جانب كارل مجاني، وظهر جليا من خلال آخر حصة أجراها «الخضر» عشية أمس بملعب لخويا، أنه سيقحم وسط ميدان نادي ليون رشيد غزال بدلا من فيغولي، وفي حراسة المرمى سيقحم الناخب الوطني عز الدين دوخة منذ البداية، أما باقي المناصب فلن تشهد تغييرات حيث سيقحم ماندي على الجهة اليمنى من الدفاع، وغولام على الجهة اليسرى، وسيلعب كل من بن طالب وتايدر في الاسترجاع، وفي وسط الميدان الهجومي محرز إلى جانب غزال، فيما سيقود سليماني وبراهيمي القاطرة الأمامية.